قصة حب بين سيكيورتي وابنة الوزير

بسم الله الرحمن الرحيم

كان أحد الشباب يسكن في الرياض ويعمل في المنطقة الشرقية في احدى الجهات الحكومية وبعد أربع سنوات من العمل هناك لم يقدر على مقاومة دموع والدته التي تودعه بها وتستقبله بها .. فطلبت منه البقاء في الرياض وترك الوظيفه ...لم يتردد هذا الشاب لحظة واحدة في ما طلبته أمه فأرسل استقالته وبقي إلى جوار أمه التي لم يبقى لها إلا هو بعد أن غادر اخوته الكبار البيت مع زوجاتهم وأعمالهم وخصوصا ً أن والده قد توفي وهو في سن صغيره ...


لم يكن يغادر البيت بتاتا ً فهو يستغل كل لحظة في جوار والدته تلك العجوز الحنونه التي تسمع في نبرات صوتها أقسى نبرات الحزن والعطف والحنان .. فكانت تعود للحياة في القرية التي ولدت فيها وصديقنا الشاب يرافقها حتى تمل وتعود إلى بيتها في المدينة دون أي تملل منه أو ارتباط فقد فرغ نفسه لخدمتها وحبها وعشقها تلك الوالدة الحنونه ..

أرادت أمه أن تبحث له عن عروس فلم يتردد لحظة واحده في الموافقة ما دام هذا الأمر سيبعث في نفس والدته السرور الذي يعمل المستحيل كي يشاهده في وجه أمه ..

خطبت له أحدى البنات بشرط أن يتوظف .. على الرغم من وجود منزل خاص به وحالته المادية جيده ولكن والد العروس أصر على الوظيفه ..

تحدثت له أمه مع خاله ... فقد توسط له ليعمل :

سيكيورتي في مجمع تجاري !!

الأم العجوز المسكينة لا تعلم معنى تلك الوظيفه فذهبت تبشر ابنها بأن خاله قد وجد له وظيفه في الرياض .. وهي وظيفه سيكيورتي !!! .. ابتسم الشاب ووافق وقبل رأس أمه على ذلك العمل الرائع منها " فقط ليبعث السرور في قلبها " .. ولم يتردد في الذهاب للشركة و البدأ في الدوام في ذلك المجمع التجاري فقط لأرضاء والدته .

كان راتبه يقارب 1800 ريال ولم يكن يعني له شيئا ً فقط يريد أن يفعل ما تريده أمه دون أن يعارضها بحرف واحد ويقول لو قالت لي لا تأكل ولا تشرب حتى تموت لفعلت والإبتسامة على محياي ..


ذهب للعمل وبعد أن استلم موقعه عند احدى البوابات كان شديد القلق على والدته وكثير الإتصال بها حتى اتصلت به والدته تحدثه أن والد العروس يرفض أن يزوجه لأن وظيفته لا يستطيع أن يضمن مستقبل ابنتهم معه ..

لم يتفاجئ لأنه كان يعلم ذلك ولكن ارضاء ً لوالدته عمل .. فابتسم وطلب من والدته أن تهدأ فالنصيب سيأتي من قريب أو بعيد ولن يطول " كما قال في بادئ الأمر " ..

فكر في الإستقاله ولكن خشي على أمه أن تصدم بأن الوظيفة التي كانت تعتقد بأنها جيده لم تكن كذلك وأنها سبب عدم الموافقة .. فأخذ يحدثها بأنها وظيفه رائعة وأنه مرتاح جدا ً فيها فقط حتى لا يرى في عيني أمه الجميلتين دموعا ً كان هدفه الأول والأخير في الحياة أن لا تعود تلك الدموع للتساقط كما قطرات الندى من على أطراف الورود ...

وفي أحد الأيام وهو في عمله المعتاد شاهد أحد الشباب يطارد فتاه في ذلك السوق وبإسلوب وقح يحدثها ويحاول اجبارها على أخذ رقمه فتوجه نحو الوقح وقدم له صفعه دون شعور جعلته يسقط أرضا ً وقام برميه خارج السوق دون أي حديث معه .. يقول لا أعلم لماذا فعلت ذلك فقد جائني أحساس ضخم كاد أن ينتزع قلبي من صدري تجاه تلك الفتاه حاولت اخفاءه عندما أتت لتشكرني وكنت أعتقد أنني قد أقنعتها بأنه عملي سواء ً معك أو مع غيرك ..


في اليوم الآخر يقول شاهدت فتاه تتوجه نحوي ولا اخفيكم أن ضربات قلبي كانت تزداد في كل خطوة تخطوها نحوي حتى وصلت إلي وقالت أحببت أن أشكرك ..!!

فكأنه الحلم قلت لها عفوا ً !! ولم أكن أنظر إليها .. فقالت أتعرف لماذا أنا أشكرك !!

فقال لها : نعم فأنتي صاحبة العباءة " المزركشة بالأزرق "..

ضحكت الفتاة .. وقالت لم أشاهد أحدا ً يغضب لأجلي بهذا القدر الذي شاهدته في عينيك :)

يقول .. لا أعلم لماذا أحسست أني لم أعد أستطيع النطق ولا حتى النظر إليها ...

طلبت منه الفتاه رقم هاتفه لتبحث له عن وظيفه في شركة والدها .. فتحجج أنه لا يملك هاتف .." يقول تحججت لأني كنت أخاف أن أخفي على والدتي أي شيئ وإن أخبرتها لا أعلم ما ستكون ردة فعلها " ؟

ذهبت الفتاة في طريقها ويقول شعرت بمزيج من الأرتياح والندم والرهبه .. فاستعذت بالله من الشيطان وزالت جميعها ..

يقول .. عدت إلى البيت وعندما دخلت وكعادتي أقبل رأس أمي فور دخولي المنزل مسكت بيدي أمي وقالت :

ما بك يا ابني ؟؟!!

يقول .. كانت كالصاعقة علي تلك الجملة منها .. فجثوت أمامها وسردت لها القصة كاملة .. فسكتت قليلا ً وقالت :

ربما تلك الفتاة أحست بالأمان معك وبالتأكيد أنها تفقده في مكان آخر ... فإن عادت إليك مرة أخرى فلا تقسو عليها يا أبني ولا تنهرها فتكسر قلبها وتجعلها تتعلق بك أكثر وأكثر وإياك أن تظن بها سوءا ً يا أبني فهي تظن بك خيرا ً :)

وإياك أن توافق على العمل معهم أياك يا ابني ..


يتبع .....