«·• عـــصـــر الـسـجــون •·»

مدخل

قضبان....جلاد....سوط....محقق....طاولة....وكرسي....

خلف هذه القضبان وبين هذه الجدران وعلى هذه الأَسِرّة..

قد تموت أحلام وتعيش آلام...

في غرفة ضيقة ترتسم إبتسامة مليئة

بالأحزان..

إبتسامة يأئسة تمحي أي شيء جميل تجعل الروح لا

تعرف سوى

الجدران والقضبان والمحقق العنيف والجلاد

الملعون ودم على ارض السرداب

وسجين ما عليه سوى أن ينتظر كل إشراقة صباح

لكي يرى

الشمس التي غابت من سنوات...

ينتظر فتح ذلك الباب...

وكل يوم يسجل أمجاده ومذكراته على ذلك

الجدار الذي أصبح دفترا لمذكراتهم

وإذا تبقى لهم ذكرى سوى آلام ويأس وذكرى

السجن الحزين...

وذلك الباب الذي طوال ما أنتظروا فتحه لغير

وجبة طعام أو لغير

حفلة من حفلات التعذيب...

أو لغير جلسة مع ذلك المحقق الذي بأمر منه

يُحيي هذا الحفل والجلاد هو

أساس هذا الأحتفال والدم زينة ذلك المكان...

تمر أيام وأيام شهور وسنوات شتاء قارس وصيف

حارق وتصبّرُ

على ألم وحزن رغم عنهم...

وآلـــــم... وآلــــــم... وآلـــــم...

مع حفلات من الإهانة والتعذيب ومع مضي الأيام

الكثيرات

الطويلات الحزينات اليائسات المدمرات...

خرج من وراء القضبان وخرج من حياة هذا

السجن وأنتهى حكمه

وبعد أن خرج فتبقى تلك الأيام ليس ماضي مات

بل مستقبل لسجن جديد سجن يبتعد عن

أي عصر من العصور التي تحيط فإنه ما

زال يعيش داخل سجن دون قضبان...

وأصبح عصره"سجن" لانه عاش السجن بداخله

طوال تلك الفترة القاسية وما زال يوماً

بعد يوم...

سجن كان بقيود وما زال يعيش دون قيود...

يبقى السجن يرافقه أينما ذهب..فلم يعد يرى

سوى السجن...

مخرج

السجن ليس فقط مدة الحكم بل حكمه مؤبد لانه

يبقى يعيش مع الإنسان

دوماً....

السجن هو السجن

شكرا لمرورك أخي

شكرا جزيييييييييييييييييييييييييييييييييلا