عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لكل داء دواء ودواء الذنوب الاستغفار.
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: العجب ممن يقنط ومعه النجاة، قيل: وما هي ؟ قال: الاستغفار.
من الفردوس، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاثة أصوات يحبها الله عزوجل: صوت الديك وصوت الذي يقرأ القرآن وصوت المستغفرين بالاسحار.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قال: " أستغفر الله " مائة مرة حين ينام بات وقد تحاتت الذنوب عنه [ كلها ] كما يتحات الورق عن الشجر ويصبح وليس عليه ذنب (1).
وعنه (عليه السلام) قال: من إستغفر الله عزوجل بعد العصر سبعين مرة غفر الله له ذلك اليوم سبعمائة ذنب، فإن لم يكن له فلابيه، فإن لم يكن لابيه فلامه، فإن لم يكن لامه فلاخيه، فإن لم يكن لاخيه فلاخته، فإن لم يكن لاخته فللاقرب.
عن إسماعيل بن سهل قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني (عليه السلام): علمني شيئا إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والاخرة ؟ قال: فكتب بخطه، أعرفه: أكثر من قراءة " إنا أنزلناه " ورطب شفتيك بالاستغفار.
عن جعفر ين محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): طوبى لمن وجد في صحيفة عمله يوم القيامة تحت كل ذنب " أستغفر الله ".
قال الصادق (عليه السلام): إذا أكثر العبد من الاستغفار رفعت صحيفته وهي تتلالا.
وعنه (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يقوم من مجلس وإن خف حتى يستغفر الله خمسا وعشرين مرة وكان من أيمانه (صلى الله عليه وآله وسلم) لا وأستغفر الله.
قال الصادق (عليه السلام): التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمقيم على الذنب وهو يستغفر كالمستهزئ.
عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا أحدث العبد ذنبا جدد له نعمة فيدع الاستغفار
ـــــــــــــــ
(1) يقال: حت الورق عن الشجر: سقط. وتحات الورق عنه: تناثر.
[ 313 ]
فهو الاستدراج. وكان من أيمانه لا وأستغفر الله (1).
وقال (عليه السلام): من أذنب من المؤمنين ذنبا أجل من غدوة إلى الليل فإن إستغفر لم يكتب عليه.
وقال (عليه السلام): إن المؤمن ليذكره الله الذنب بعد بضع وعشرين سنة حتى يستغفر الله منه فيغفر له.
وعنه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " الاستغفار " وقول " لا إله إلا الله " خير العبادة، قال الله تعالى " فاعلم أنه لا إله إلا الله وأستغفر لذنبك " (2).
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لقائل بحضرته " أستغفر الله ": ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار ؟ إن الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معان: أولها: الندم على مضى، والثاني: العزم على ترك العود إليه أبدا، والثالث: أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة، والرابع أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها، والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت من السحت فتذيبه بالاحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد، والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول: " أستغفر الله ".
من كتاب روضة الواعظين، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): في الارض أمانان من عذاب الله سبحانه وقد رفع أحدهما فدونكم الاخر فتمسكوا به، أما الامان الذي رفع فهو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأما الامان الباقي فهو الاستغفار، قال الله عزوجل " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " (3). ولا خير في الدنيا إلا لرجلين: رجل أذنب ذنبا فهو يتداركها بالتوبة ورجل يسارع إلى الخيرات، ومن أعطى التوبة لم يحرم القبول ومن أعطى الاستغفار لم يحرم المغفرة، وتصديق ذلك في كتاب الله عزوجل " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله
ـــــــــــــــ
(1) الاستدارج: الارتقاء من درجة إلى درجة والمراد هنا أن العبد كلما جدد خطيئة جدد الله له نعمة فأنساه الاستغفار فيأخذه قليلا قليلا.
(2) سورة محمد: آية 21.
(3) سورة الانفال: آية 33.
[ 314 ]
يجد الله غفورا رحيما " (1)، وقال تعالى: " إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فاولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما (2). وعن الصادق (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يستغفر كل يوم سبعين مرة، قيل: وكيف كان يقول ؟ قال (عليه السلام): كان يقول: " أستغفر الله " سبعين مرة ويقول: " أتوب إليه " سبعين مرة.
عن الحسن بن حماد، عن الصادق (عليه السلام) قال: من قال في دبر صلاة الفريضة قبل أن يثنى رجليه (3): " أستغفر الله [ العظيم ] الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ذا الجلال والاكرام وأتوب إليه " ثلاث مرات غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر. وفي خبر آخر من قاله في كل يوم غفر الله له أربعين كبيرة.