مع وحدتي
وحيدا اسير على طريق مليئ بأشواك الحزن وأشجار الهموم بأوراقها السوداء تتدلى من كل الجوانب، ودموعي تغرقني في بحر من دماء قلبي التي أسألها جراء جراح بصمتها سكاكين الخيانة و الغدر.
مضى النهار وأنا لازلت أأتنس بوحدتي وأرى الدنيا أمام عيني سوداء؛ اختفت تغاريد العصافير وراء ألحان انشدها قلبي الحزين، وتلونت الورود الزهرية بسواد عدم الثقة والكره. سالتني وحدتي: أين دفء الحب و الثقة بين الناس؟ فاجبتها: لقد قتله برد الكره والخيانة. قالت :لم أعد أرى بريقا كنت أراه في عيون الناس. فقلت لها:ذبح ذلك البريق بسيف الأنانية والبحث عن مصلحة تجر بخيطها الناس إلى هاوية المعاصي والأحقاد؛ فقد ولى الزمان غير الزمان وعاد الصديق كنار تتدفأ بها ولكن تخاف أن تحرقك، أما إخلاصه لك فهو مجرد صورة جميلة تخفي تحتها قبح حقد وكرها دفينا؛ معضلة تشبه ما أنا عليه الآن.
دخلت إلى بيتي الذي اكتسى حلة الكآبة و بقيت مع وحدتي لوقت طويل الى أن سقط الليل؛ أويت إلى فراشي ظنا مني أن النوم سيزورني ولكنني أخطات الظن، فقد غاب عني منذ أن تعرفت على وحدتي. وضللت في ليلتي البيضاء، نزلت من سمائها كوابيس سوداء؛ صور عن قصتي مع الثقة والخداع، الإخلاص و الخيانة، الماضي الدي ظننته جميلا وحياة ظننتها سعيدة والحاضر الذي أعيشه وحيدا و لا أجد مهربا من ظلماته وأحزانه؛ مع ألحان آهات أغنيها بصوت قلبي.
دخل نور إلى غرفتي، هو نور إشراق شمس يوم جديد، فتحت النافذة لترى عيني الدنيا بألوانها الجميلة التي أخفت سوادا تعبت من رؤيته، وتغنت أذني بألحان العصافير بعدما تشاءمت من سماع سمفونية الحزن و الألم. بدأت أرى الأمل في الحياة، وتعلمت درسا من تجربة ظننتها سيفا سيقتلني و يدفنني في قبر الحياة، لكنها نعمة من الله أرسلها لي من السماء، أرسلها نورا أضاء لي طريق حياتي بعدما كان مضللا بظلام الجهل و اللاوعي.
وبرفقة وحدتي اكتشفت أصدقاء جددا كانوا فوق مكتبي مند القدم، لكني جعلت نظري يغيب عنهم، والآن أصبحت لا أرى غيرهم.
تحياتي :afoufa