شهيد من نوع خاص

شهيد من نوع خاص

حين أموت دفاعا عن فتاة ليست فردا من عائلتي
لم تكن أمي و لا أختي و لا حتى زوجتي
لكنها كانت إنسانة مثلي
ضعيفة مسكينة لا سند لها غير الله
إنها لا تعرفني و لكنها ستتذكرني
ستروي و تتحدث الكثير عني
و ستقول أني كنت غير عادي
هنا فقط أتأكد أني شهيد من نوع خاص

دخلت المستشفى و أنا أعلم أني لهذا العالم قد لا أعود
و لكني لم و لن اندم فمن جئت من اجله يستحق ذلك
قدم لي الكثير فهل سأنسحب هاربا إن كان بحاجة إلي
انك صديقي ، أخي و أبي انك كل شيء في حياتي
تحتاج كليتي لا بأس يا توأم روحي
أفديك بروحي و دمي
و إن مت سأكون سعيدا أيها الغالي
فقد أرجعت أبا لزوجته و أولاده
وعدت ابنك أن أعيدك إليهم و سأفي بوعدي
..........
و رحلت عنك يا أخي رحلت فداءا و إخلاصا و وفاءا لوعدي
لا تحزن علي فالمهم أني سأكون شهيدا من نوع خاص

عندما تفرقني قنابل الغزاة إلى أشلاء متناثرة
و حين اخرج آخر أنفاسي تحت عجلات سيارة شاب متهور
أو جراء خطأ طبي أو لما لا إهمال طبي
المهم أن كلا منهم نسي كلمة المسؤولية
و محا عذاب الضمير من قواميسه
لكني سأبقى في نظر من حولي شهيدا من نوع خاص

ودعت أهلي و أحبائي بنظرة صمت
صمت ضد الظلم الذي سيقضي علي
وبعد لحظات سمع صوت المشنقة القاسي
ستصرخ والدتي بحرقة و تبكي أختي
و سيردد والدي : حسبي الله و نعم الوكيل
لا حول و لا قوة إلا بالله
و ينسحب أصدقائي و الدموع في عيونهم
فهم يعلمون مثلي أنني لست القاتل الحقيقي
لم اقتل نملة فكيف لي أن اقتل نفسا
لم أكن القاتل بل كان .....
لا ادري من هو
فحين وصلت إلى جثة الطفل الملاك
كان القاتل قد هرب
أردت أن أكون المساعد لكني أصبحت المجرم
لم يصدقني احد كل الدلائل كانت ضدي
أجل أنا متهم ، ضحية ، و شهيد من نوع خاص

كنت بالمكان الخطأ ، صدفة وجدت نفسي هناك
لا ادري إن كان القدر هو من قادني إليه
أو ربما هناك ما دفعني إليه
حب المعرفة
الشهامة
الشجاعة
و الدفاع عن حق انتهك أمام عيني
و قتلت بقنبلة
أو سكين
أو حبل مشنقة ...
الوسيلة لا تهمني ......
قتلت لأني مسلم
لأنني شخص أراد أن يتميز عن الكل بدينه
بقيمه
بأخلاقه
و بأفعاله .....
لكني سأكون راضيا ...
فأنا شهيد من نوع خاص

الســاحر