الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، اما بعد :-
{ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }
في هذه الآية العظيمة اعترافين كبيرين !!
الاول : وهو الاعظم :-
الاعتراف بالوهية الله تعالى ووحدانيته ..
والثاني :-
الاعتراف بالذنب و التقصير و الخطأ ..
فالاول يدل على تمام العبودية لله رب العالمين
،و الثاني يدل على قوة الايمان و الرغبة في تطبيق العبودية تطبيقا صحيحا
بالتنازل عن الغرور و التوقف عن التمادي في العصيان و الرغبة بل العزم في
الطاعة و الاخلاص
والاستقامة لله تعالى ..!!
ان البدء بتوحيد الله تعالى في الدعاء و تنزيهه فيه اعتراف بذلك و فيه ردع
للنفس العاصية او الطاغية و تذكير لها انها مهما تمادت وتعجرفت فان هناك من
خلقها ومن سيحاسبها ومن هو قادر عليها فيجعلها ذلك تتراجع وتخاف وتتأدب
وتمتنع عن الحرام .!!
ثم الاعتراف بالخطأ يكون نتيجة حتمية للشعور بعظمة الله تعالى وقدرته
واليقين بذلك ، فالمرء ان علم ان هناك من هو اقوى منه و طلب منه التوقف عن
امر ما ؛ والا عاقبه ؛ فانه سيتوقف عنه مباشرة !!
فكيف ان كان الآمر و الناهي هو الله سبحانه وتعالى !؟
وبالتالي فانه يمتنع كليا ان وقع الايمان و اليقين في قلبه ويتراجع عن ما
هو فيه او ما كان عليه صاغرا تائبا ، وهو ايضا يستشعر عظمة الله تعالى وانه
الاله الحق وانه الآمر الناهي وانه المجازي والمعاقب وان كل شيء بامره
وتقديره فيستحي حينها ان ينقص في حق ربه تعالى او ان يعصيه ولا يوفيه حقه
من عبادة و طاعة مع انه مهما فعل فلن يستطيع ان يرد جزءا بسيطا من حق الله
تعالى عليه ، و يبقى الامل في رحمة الله و رضوانه.
هذه الآية الكريمة جاءت في القران الكريم في سورة الأنبياء على لسان عبد صالح من عبيده
ونبي كريم من أنبيائه عليهم الصلاة والسلام ، وهو سيدنا يونس بن متى عليه السلام ..!!
يقول سبحانه وتعالى :-
(( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ
أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ
إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ
إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )) ..
هذا النبي لما رأى نفسه وقع في بلاء من ربه
وامتحان ، وابتلي بأن جعله الله تعالى في بطن الحوت نادى في الظلمات : ظلمة
الليل ، وظلمة البحر ، وظلمة بطن الحوت ..!!
نادى الذي يسمع ويرى كل شيء كما قيل ـ والله اعظم من ذلك ـ :
يرى ويسمع دبيب النملة السوداء فوق الصخرة الصماء في الليلة الظلماء !!
سبحان هذا العظيم القدير القوي العزيز المسيطر على كل شيء ناداه عبده ونبيه وهو موقن بإجابته !!
ناداه اولاً بوحدانيته والوهيته ، ثم اعترف له بحاله ؛ فأنجاه الله تعالى من بطن تلك الدابة البحرية و اعاده وعافاه..
فيا سبحان الذي قال عن نفسه :-
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي
قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي
وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
[البقرة : 186] ..
وقال سبحانه وتعالى :
{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ
وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ
اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ }
[النمل : 62] ..
فتدبروا يرحمكم الله تعالى قوة الدعاء ، و نتيجة الاعتراف بالتقصير ـ حاشا
الانبياء ـ ثم نتيجة التوحيد و اليقين بعون الله وتوفيقه عند اخلاص التوبة
والانابة اليه ...
السؤال :-
كيف تُطبّق هذه الآية الكريمة عند الشيعة الأثني عشرية ـ الروافض ـ !؟؟
اذا عرفنا انهم لايطبّقون هذه الآيات :-
(( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )) ..!!
(( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ )) ..!!
فالكوراني يقول ـ حسب عقيدتهم ـ : يا الله بدون يا علي شرك !!
ومن اراد ان يستجيب الله له دعاءه فليتوسل الى احد الأئمة ليشفع له عند الله فيقبل دعاءه !!
فعقيدة الشيعة تدور حول اهل البيت ، فهؤلاء في
نظر الشيعة هم وحدهم المقربون الى الله والقادرون على الشفاعة المنجية ،
ومن يريد ان يحظى بشفاعتهم يجب عليه ان يتولاهم ويتبرأ من اعدائهم ولا يجوز
له ان يحبهم ويحب اعداءهم في آن واحد ..
ويمكن القول إن مبدأ الشفاعة يشبع حاجة نفسية عند الناس ، وهم لا يكتفون
باللجوء اليه من اجل غفران ذنوبهم فقط ، بل يلجأون اليه ايضاً عندما
يحتاجون الى وسيط في امورهم الدنيوية ، فإذا تمرض شخص عزيز عليهم ، او حل
بهم الفقر وتراكمت عليهم الديون ، او انتشر بينهم وباء او داهمتهم كارثة ،
اسرعوا الى قبر احد الأئمة او الأولياء يبكون عنده ويستغيثون ..
فهم قلّما يدعون الله في حاجة لهم لأنهم يتصورون الله كالسلطان لا يمكن
الوصول اليه إلا عن طريق المقربين منه ذوي الجاه الكبير والمقامات الرفيعة
.؟
نقلته للفائدة ؛ صيد الفوائد ، لمحات اجتماعية ج 1 ..
ولكم التحية