بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله
من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل ،
فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
وبعد : فلا شك أن الكثير لا يعرف حكم صلاة تحية المسجد وأحكامها .
ومنه سأتناول في هذا الموضوع المسائل التالية :
1- حكمها.
2- ما تحية المسجد الحرام ؟
3- إذا دخل المسجد وأقيمت الصلاة .
4- إذا دخل المسجد والإمام يخطب للجمعة .
وإليك بيان ذلك :
1 - حكمها : يجب على المسلم إذا دخل المسجد وأراد الجلوس فيه أن يصلي ركعتين .
وقد دل على الوجوب أحاديث ، منها :
عن أبي قتادة السلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : ( إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس ) . أخرجه الشيخان
( 1 )
وفي رواية ( إذا دخل أحدكم المسجد ، فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) ( 2 )
2 - ما تحية المسجد الحرام ؟
لم يأت ما يخرج المسجد الحرام عن عموم الحديث السابق ، فليست للمسجد الحرام تحية خاصة تختلف عن سائر المساجد .
نعم ، الآفاقي إذا دخل محرما فإن أول ما يبدأ به الطواف ، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في حجته .
والحديث المشتهر على الألسنة : ( تحية البيت الطواف ) لا أصل له ( 3 )
3 - إذا دخل المسجد وأقيمت الصلاة : إذا دخل المسجد
وأقيمت الصلاة ، فعليه أن يدخل في الصلاة التي أقيمت ، وتسقط عنه ركعتي
تحية المسجد .
والدليل على ذلك ما يلي : عن أبي هريرة ، عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : ( إذا أقيمت الصلاة ، فلا صلاة إلا المكتوبة ) أخرجه
مسلم ( 4 )
4 - إذا دخل والإمام يخطب للجمعة : إذا دخل المسلم والإمام يخطب للجمعة ، فلا يجلس حتى يصلي ركعتين تحية المسجد ، ويخففهما .
والدليل على ذلك مايلي : عن جابر بن عبد الله قال : جاء
سليك الغطفاني يوم الجمعة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ، فجلس
فقال له ( يا سليك . قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما ثم قال : إذا جاء أحدكم
يوم الجمعة ، والإمام يخطب ، فليركع ركعتين ، وليتجوز فيهما ) أخرجه
الشيخان ( 5 ) .