حبال الأماني
عطاء
عجيبة هي الدنيا ..تتركنا ..نتمنى ..نأمل ..نحلق كفراشات تحلم أن تكون
طيوراً تحلق في جو السماء...ولكنها لاتتعدى مداها...وأفق دنياها المحدود
الذي رسم لها...
ليتنا ندرك هذا الدرس وننقشه في قلوبنا نقشاً لاتعبث به رياح الأهواء
والشهوات.. ليتنا لانتعدى تلك الخطوط المرسومة أبداً...رغم وضوحها وظهورها
إلا إن عين أمانينا وحبال
آمالنا تتسلق تلك الحواجز..وتقفز تلك الحدود ..وتمضي بعيداً بعيداً كبعد
أمانينا صعوداً وبعداً... ليتنا ندرك أننا زهوراً تنتظر القطاف .. وثماراً
ربما لاتدرك موسم الحصاد...
ليتنا نقدر أنفسنا قدرها ..ونعلم أننا ماخلقنا إلا لعبادة الله ...نضيء
حياتنا بهذا النور ونحرث ونزرع في أرض الآخرة...حتى ينفذ الوقود وتنطفيء
شمعة الحياة...ولاانطفاء إذ تضيء هناك..نوراً عظيماً لمن كانوا من الأكياس في دنياهم ..ولم يغتروا كغيرهم يسيرون في طريقٍ نورهم
يسعى بين أيديهم وبأيمانهم...ليتنا ندرك زيف الحياة ..وأنها بهرج وزخرف ..خداعة غرارة... ليتنا نعلم أنها مارفعت إلا وستضع ..
وما أعطت إلا لتمنع ..وأنها ماوهبت إلا لتفجع حالها في تقلب ..يصرفها من بيده مقادير كل شيء ...بحكمة وعلم...
أترانا نعقل هذا الدرس قبل أن نفجع وتقطع حبال الآمال الواهية...؟؟!!
**إضاءة***
عن عبدالله رضي الله عنه قال : خطّ النّبي ّ صلى الله عليه وسلم خطاً
مُربعاً ,وخطّ خطاً في الوسط خارجاً منه وخطّ خُططاً صغاراً إلى هذا الذي
في الوسط من جانبه الذي في الوسط وقال : هذا الإنسان؛ وهذا أجله محيطٌ
به-- أو قد أحاط -- وهذا الذي هو خارجٌ أمله,وهذه الخُططُ الصغارُ الأعراض
,فإن أخطأهُ هذا نَهشهُ هذا ,وإن أخطأهُ هذا نهشهُ هذا)) رواه البخاري