قــوت القلــوب

قال الله
عز و جل: ''وأما من خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى(40) فإن
الجنة هي المأوى(41) '' النازعات40-.41
وقال تعالى: ''يا أيها الذين آمنوا كونوا
قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين''
النساء.135
وقال تعالى في قصة يوسف عليه السلام ''وما أبرئ نفسي
إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي'' يوسف
.53
من صفة الصادقين مع
اللّه تعالى في القصد إلى اللّه: أن يدعو نفسه إلى اللّه وطاعته وطلب مرضاته، فإن
أجابته حمد الله تعالى، وأحسن إليها، وإن لم تجبه إلى ما يرضي الله، ورآها بطيئة،
منعها محبوبها من العيش وخالفها عندما تهوى، وأدبها وعاداها في الله ولله وشكاها
إلى الله، حتى يصلحها له الله، وكفى بالمرء إثما أن يعرف من نفسه عيبا لا يصلحه،
وإذا نازعتك نفسك إلى شيء من الشهوات، أو شغل قلبك في طلب شيء مما حرم عليك وحلّ
لك، فاتهمها تهمة من يريد صلاحها، وامنعها من ذلك منع من يريد استعبادها، واحملها
بالامتناع عن الملاذ على اللحوق بمن تقدمها.
فمن فطم نفسه عن الدنيا، كان رضاعه من الآخرة، ومن اتخذ
الآخرة أمًا أحب برّها والورود عليها، وإذا رضي أبناء الدنيا بالدنيا أمًا، وبروها،
وسعوا من أجلها، فارم المؤثـرين للدنيا من قلبك بالهجران، مع النصيحة لهم وتحذيرهم
إياها.

بارك الله فيك وجزاك خيرا