حوار هذا الأسبوع، أجاب لاعب المنتخب الألماني سامي خضيرة عن أسئلة موقع " فيفا"، فتحدث صخرة وسط ميدان المانشافت عن عامه الأول في أسبانيا مع الأبيض الملكي وطموحاته في الموسم المقبل إلى جانب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو والمدرب الظاهرة جوزيه مورينيو ودوره في كتيبة المدرب الوطني الألماني يواكيم لوف.
سامي، ما هي أهم المشاكل التي واجهتك خلال بداياتك في العاصمة الأسبانية مدريد؟
لا يمكنني أن أقول عنها مشاكل، لكن المجهول الذي كنت مقبلا عليه في مدريد شغل ذهني، حيث كانت المرة الأولى التي أرحل فيها عن محيطي ومدينتي الأصلية شتوتجارت، كما تعيّن عليّ فراق أهلي وأصدقائي. لكني كنت متلهفا منذ البداية لخوض هذا التحدي، خاصة أن ريال مدريد وجوزيه مورينيو كانا يبهرانني. وكانت المعطيات ملائمة والمحيط العام كذلك واستقبلني الفريق بشكل جيد جدا، وسرعان ما شعرت بالراحة. وهذا ما يحتاجه المرء ليكون سعيدا ويقدم أفضل ما عنده.
كيف وجدت الحياة في مدريد؟
إنها كبيرة وتتميز بتنوع ثقافي كبير. فالحياة كلها مختلفة بالمقارنة مع ألمانيا. في الليل أنام في المتوسط ساعة أو ساعتين أقل، لأن ذلك يوافق نظام الحياة في أسبانيا. وفي المقابل، أواظب على القيلولة وهو أمر جيد للغاية. في العموم كل شيء أكثر استرخاء وهدوءا. ويمكن للمرء أن يلاحظ بسهولة أن الأسبان يستمتعون بالحياة أكثر. ومع ذلك يعتبر طموح فريقنا الرياضي هائلا للغاية، لكن عندما ينتهي العمل يمكن للمرء الاستمتاع بالحياة.
لم تواجه مشكلة على المستوى الرياضي في إثبات نفسك في العام الأول في صفوف ريال مدريد. إلى أي مدى تشعر بالرضا لما قدمته في الموسم الماضي؟
أرى التطور الرياضي الذي عشته إيجابيا للغاية. في البداية كان يتعيّن عليّ التأقلم مع الأسلوب الجديد والتعلم وهو ما كان يطلبه المدرب مني. وهذا ما قمت بتطبيقه بسرعة وبشكل جيد. ولهذا السبب ضمنت مكاني في التشكيل الأساسي منذ البداية وتمكنت من المحافظة عليه. وأنا سعيد جيدا بالتطور الذي حققته لكني أعلم أنه ما زال بإمكاني أن أتحسن. أرغب في أن أتطور في العام الثاني وأضيف مزيدا من السيطرة والحضور القوي في أسلوب لعبي وهذا ينسحب أيضا على المنتخب الوطني.
من أجل تقديم عروض قوية يتحتم وجود محيط جيد ومناسب، من هم الأشخاص المقربون إليك في نادي ريال مدريد؟
كان رافائيل فان دير فارت عونا كبيرا بالنسبة لي خصوصا في البداية عندما كنت لا أنطق أي كلمة باللغة الأسبانية وكان كل ما أعرفه هو معنى "مرحبا". كان يساعدني لأنه كان يتكلم اللغتين الأسبانية والألمانية. وعندما رحل عن الفريق أصبح جيرزي دوديك مهما للغاية بالنسبة لي. كريستيانو رونالدو أيضا ساعدني لأننا كنا نتفاهم باللغة الإنجليزية، حيث كان يعرض عليّ مرارا مساعدته داخل الملعب وخارجه.
وكيف تصف كريستيانو رونالدو كإنسان؟
لا يمكن للمرء أن يحكم على أي إنسان عن بعد وهذا أمر واضح وبديهي. يعتبر كريستيانو إلى جانب ميسي أفضل لاعب كرة قدم في العالم. فالجميع يريد أخذ صورة بصحبته أو توقيعه، وأعتقد أن ذلك يؤثر فيه كثيرا. زد على ذلك طريقته في اللعب التي تتسم بالإمتاع والإثارة. لكن عندما يكون في غرفة الملابس يخلع عنه ثوب النجم العالمي ويصبح إنسانا عاديا، فهو لطيف للغاية وشديد الاحترام. علاوة على ذلك، يكون دائما مستعدا للمساعدة ويتميز بطموح كبير، حيث يرغب دائما في تحقيق النصر. يحاول أن تكون حياته عادية في حدود مكانته.
مدربك جوزيه مورينيو هو أيضا شخصية عامة مميزة، كيف يمكنك وصف مدربك؟
بعد محادثتي الأولى معه عرفت المنحى الذي ستتخذه الرحلة مع الفريق، وهذا ما تأكد لاحقا. إنه إنسان محترم للغاية يقوم بكل شيء من أجل تحقيق النصر. فهو يعيش من أجل كرة القدم ويفكر طول اليوم في كيفية تطوير أداء فريقه ولاعبيه. وبالرغم من بعض المشاكل والضغط الهائل من جميع الاتجاهات فإنه يظل لطيفا جدا معنا على المستوى الإنساني، حيث يتحدث كثيرا معنا ليس فقط حول كرة القدم بل بخصوص أمور شخصية أيضا. ولم يسبق أن شهدت شيئا مماثلا في هذا المستوى.
لكنه لم يستطع أن يدفع ريال مدريد للتفوق على نادي برشلونة في الموسم المنصرم...
دخلنا الموسم ونحن نطمح للتتويج بثلاثة ألقاب، ولقد تم استقدامي إلى مدريد من أجل حصد جميع الألقاب الثلاثة وخصوصا دوري أبطال أوروبا UEFA. غير أننا لم ننجح في بلوغ هذه الغاية. وفي المقابل نافسنا فريق برشلونة بكل شراسة في الدوري ولم يحالفنا الحظ في دوري الصفوة الأوروبية. وكان نهائي منافسات الكأس ضد برشلونة عظيما. كان موسما جيدا بيد أنه يجب علينا مواصلة العمل من أجل بلوغ المستوى الأفضل. يمكن اعتبار الموسم الأول جيدا خصوصا بعد تعيين مدرب جديد واستقطاب لاعبين جدد وانتهاج فلسفة جديدة. وأنا متأكد أنه كان بإمكاننا حصد المزيد من الألقاب في حال لم يظهر برشلونة بهذا الأداء المثالي. ويجب أن يكون هدفنا هو منافسة برشلونة، ومن أجل هذه الغاية سنعمل ونبذل جهدا مضاعفا خلال التمارين. ويجب علينا الآن أن نجري بعض اللمسات ونطور أسلوبنا.
من أجل تحقيق هذه الغاية تعاقد النادي الملكي مع بعض اللاعبين الجدد من بينهم نوري شاهين الذي يشغل نفس الموقع الذي تلعب فيه. كيف تتعامل مع هذه المنافسة القوية؟
لا أعلم إن كانت المنافسة ستشتد. وأعتقد أن الفريق سيستفيد من المزيد من المواهب الجيدة، ففي بداية الموسم الماضي كنا خمسة لاعبين في مركز الوسط الدفاعي وفي النهاية لم يتبق إلا ثلاثة، وهو غير كاف بالنسبة لفريق من حجم ريال مدريد الذي ينافس على عدة جبهات. ومن الواضح أننا نحتاج للمزيد من المؤهلات الجيدة في الفريق. ونوري شاهين هو لاعب وسط مدهش ويتمتع بإمكانيات هائلة. وبما أننا نرغب في تحقيق الألقاب فإننا نحتاج في العموم إلى فريق قوي، ولذلك يعتبر نوري ربحا كبيرا بالنسبة لنا.
حدثنا قليلا عن المنتخب الألماني وثنائي الوسط الدفاعي باستيان شفاينشتايجر/سامي خضيرة.
يبدو أنه ثنائي ناجح، فمنذ المونديال اكتسب لعبنا الجماعي المزيد من الثبات والاستقرار رغم أننا لم نلعب كثيرا في السابق فيما بيننا. وأعتقد أن كلا منا يكمل الآخر، حيث يمكن لكلينا قراءة اللعب وإضفاء لمحات من الذكاء في المباراة. الأمور تجري بشكل جيد حتى الآن. كما أن لدينا الكثير من اللاعبين الجيدين في المنتخب الوطني كذلك، وخصوصا في مركز الوسط الدفاعي.
أنت تعتبر خليفة كابتن المانشافت السابق مايكل بالاك، كيف تشعر حيال ذلك؟
أعتقد أنه أمر طبيعي، ففي أي وقت يمكن أن يأتي لاعب جديد ليحل مكاني. إنها سنة الحياة أن يأتي وقت لا يمكنني أن أقدم فيه أفضل ما عندي ويظهر لاعب شاب أكثر حيوية وأقوى حضورا. كان مايكل بالاك لمدة طويلة لاعبا عالميا ورمز ألمانيا الكروي ولذلك تعلمت الكثير من الأشياء من خلال مشاهدته. وقد أخذت منها الكثير من الأشياء التي وظفتها في أسلوب لعبي خصوصا قوته التهديفية الرائعة. تعلمت منه الكثير.
سؤال أخير، ربما يمكنك أن تقدم إجابة شافية وكافية عنه. كيف يبدو لاعب وسط الميدان الدفاعي المثالي في الوقت الراهن؟
يتعيّن على لاعب وسط الميدان الدفاعي الحديث أن يفعل كل شيء تقريبا. يجب عليه أن يدافع جيدا ويملك القدرة على قيادة زملائه إلى جانب التمرير الجيد والقوة والشراسة في النزالات الثنائية وإطلاق الهجمات. المزج بين كل هذه الإمكانيات يعطي لاعب وسط الميدان الدفاعي النموذجي.
فيفا