محتويات الموضوع:
أولا// أهمية ووجوب الصلاة.
ثانيا// أهمية الصلاة عند الأنبياء عليهم السلام.
ثالثا// أهمية الصلاة في الشرائع السابقة.
رابعا// أهمية الصلاة للأسرة المسلمة.
خامسا// أهمية صلاة الجماعة.
أولا// أهمية ووجوب الصلاة.
لقد كرر الله في القرآن الكريم كثيرا التأكيد على وجوب الصلاة ، ومن ضمن تلك الآيات ما يلي: -
قال الله عز وجل: { فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ
وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ
النَّصِيرُ (78) } [الحج : 78]
وقال الله عز وجل: { أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ
اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا }
[الإسراء : 78]
وقال الله سبحانه وتعالى: { قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا
الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ
قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ } [إبراهيم :
31]
فتلك الآيات وغيرها كثير تؤكد أن الله أوجب الصلاة على المؤمنين في سائر
أحوالهم حتى لو كانوا مسافرين، وحتى لو كان الواحد منهم مريضاً فلا تسقط
عنه الصلاة ، بل يصليها قاعداً عند عجزه عن أدائها قائماً، فإن لم يستطع
أداءها قاعداً فعلى جنبه، بل حتى في حال الحرب أمرهم الله أن يصلوا سواء
راكبين أو مشاة
يقول الله عز وجل: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى
وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ
رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا
لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239)} [البقرة : 238 ، 239]
ويقول الله عز وجل: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ
فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ
فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ
أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ
وَأَسْلِحَتَهُمْ} [النساء : 102]
ويقول الله سبحانه: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ
جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ
الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا
(101) } [النساء : 101]
وكذلك مما يدل على أهمية الصلاة كثرة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
والتي أوصى فيها وأوجب الصلاة على المؤمنين ، ومن ضمن تلك الأحاديث ما يلي:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( بُنِيَ
الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،
وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ
الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ ) رواه البخاري.
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ بَيْنَ
الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ) رواه مسلم.
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أول ما يحاسب
به العبد يوم القيامة الصلاة؛ فإن صلحت صلح له سائر عمله، وإن فسدت فسد
سائر عمله) رواه الطبراني، وصححه الألباني.
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (خمس صلوات افترضهن الله على عباده؛
فمن جاء بهن لم ينتقص منهن شيئا استخفافا بحقهن؛ فإن الله جاعل له يوم
القيامة عهدا أن يدخله الجنة، ومن جاء بهن قد انتقص منهن شيئا استخفافا
بحقهن؛ لم يكن له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له) الحديث رواه
أبو دواد، وصححه الألباني.
وعن أم المؤمنين أم سلمة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم تقول أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم كان يقول في مرضه الذي توفي فيه: (الصلاة وما ملكت
أيمانكم) فما زال يقولها حتى ما يفيض بها لسانه. رواه ابن ماجة ، وصححه
الألباني.
ثانيا// أهمية الصلاة عند الأنبياء عليهم السلام .
الأنبياء عليهم السلام هم خير البشر ، وقد كانوا يحافظون على الصلوات
محافظة تامة ، لعلمهم أن أحب ما يتقرب به العبد إلى الله هو الفرائض ، وهذه
بعض الآيات من القرآن الكريم التي تدل على ثناء الله عز وجل على أنبيائه
االمحافظين على الصلاة والمداومين عليها والخاشعين فيها والآمرين بها
أهليهم.
1- صلاة إبراهيم عليه السلام.
قال الله عز وجل: { رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ
ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ } [إبراهيم : 40] وقال الله
سبحانه حاكيا دعاء إبراهيم عليه السلام: { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ
ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ
رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ } [إبراهيم : 37]
2- صلاة إسحاق ويعقوب عليهما السلام.
قال الله عز وجل: { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً
وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ
بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ
الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ } [الأنبياء
:72- 73]
3- صلاة إسماعيل عليه السلام.
قال الله الحكيم الخبير: { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ
كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ
أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا }
[مريم : 54 ، 55]
4- صلاة موسى وهارون عليهما السلام.
قال الله عز وجل: { وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ
لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس : 87] وقال الله
عز وجل: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ
فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا
اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا
إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه : 11
، 14]
5- صلاة عيسى عليه السلام.
يقول الله عز وجل: { قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ
وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ
وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا
بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ
عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)
ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ }
[مريم : 30 - 34]
6- صلاة شعيب عليه السلام.
قال الله عز وجل: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ
نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا
نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [هود : 87]
7- صلاة زكريا عليه السلام.
قال الله عز وجل: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ
لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38)
فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ }
[آل عمران : 38 ، 39]
ثالثا// أهمية الصلاة في الشرائع السابقة.
من أهمية الصلاة أن الله عز وجل أمر بها أهل الشرائع السماوية السابقة ، وهذه بعض الأمثلة لآيات تتحدث عن الصلاة في الأمم السابقة:
- قال الله سبحانه: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا
تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي
الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ } [البقرة : 83]
- وقال الله عز وجل: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي
مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ
بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا
لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ
فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ } [المائدة : 12]
- وقال الله سبحانه: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ
وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ
قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ
أَجْرًا عَظِيمًا (162) } [النساء : 162]
- وقال الله عز وجل: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا
مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا
لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا
الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) }
[البينة : 4 - 6]
رابعا// أهمية الصلاة عند الأسرة المسلمة.
يجب على المسلم أن يأمر بالصلاة كل من تحت ولايته مثل زوجته ، ويدل على ذلك
قول الله عز وجل: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا
لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه
: 132]
ثم تأمل أحد أسباب مدح الله تعالى نبيه إسماعيل عليه السلام؛ من أجل أنه
كان يأمر أهله بالصلاة : {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ
كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً(54 ) وَكَانَ يَأْمُرُ
أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً }
(مريم :54- 55 ).
لذلك على المسلم أن يأمر أبناءه وبناته بالصلاة ، ويدل على ذلك قوله
سبحانه: { يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ
عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ
الْأُمُورِ } [لقمان : 17] ، وأيضا يقول صلى الله عليه وسلم: (... مُرُوا
أولادكم بالصلاة وهم أبناءُ سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناءُ عشر سنين
... ) رواه أبو دواد، وصححه الألباني.
خامسا// أهمية صلاة الجماعة.
إن المسلم يجب أن يصلي الفروض الخمس مع جماعة المسلمين في المسجد ، وهذه بعض الآيات التي تؤكد هذا المعنى:
- قال الله سبحانه وتعالى: { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } [البقرة : 43]
- وقال الله عز وجل: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ
وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } [المائدة : 55] -
وقال واسع العطاءسبحانه: { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ
وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ
الْمُهْتَدِينَ } [التوبة : 18]
- وقال ذا الفضل العظيم سبحانه: {في بُيوتٍ أذن اللهُ أن ترفعَ ويُذكرَ
فيها اسمه يُسبح له فيها بالغُدو والآصال رجالٌ لا تُلهيهم تجارة ولا بيع
عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة} (النور : 36 - 37
وكذلك جاءت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم توجب صلاة الجماعة ، مثل الأحاديث التالية:
- أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ أَعْمَى؛
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي
إِلَى الْمَسْجِدِ؛ فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ؛ فَرَخَّصَ لَهُ.
فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ ! فَقَالَ: هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ
بِالصَّلَاةِ؟ قَالَ: نَعَمْ .قَالَ: فَأَجِبْ) رواه مسلم.
- وكاد أن يحرق بيوت الذين لا يصلون مع جماعة المسلمين ، قال النبي صلى
الله عليه وسلم: ( إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ
الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا
لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ
فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ
مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ
الصَّلَاةَ؛ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ) رواه مسلم.
- ومن أهمية صلاة الجماعة أوجد الله لها فضلا واسعا ، ومن ذلك ما قاله رسول
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ
أَوْ رَاحَ ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا
أَوْ رَاحَ ) رواه مسلم ومعنى "النزل" هو أول طعام يقدم للضيف عندما ينزل
عند المضيف ، وعادة يكون أول طعام من أفضل الموجود ، فبالتأكيد نزل الجنة
سيكون أفضل ، خاصة أن الذي سيضيفك هو الله الكريم ! فاحفظ صلاة الجماعة
وستنتظرك تلك المكارم بلا شك.