أيها الأب المسلم الغيور:أعلم أن الله سبحانه قد جعلك مسؤولا عن أخلاق أهلك
و أولادك و تربية بناتك و أفراد أسرتك تحقيقا لقوله عليه الصلاة و
السلام:"الرجل راع في أهله و هو مسؤول عن رعيته"،فإذا لم تقدر هذه
المسؤولية قدرها و لم ترعها حق رعايتها فالله سبحانه سيحاسبك على تقصيرك و
يعاقبك على اهمالك و تفريطك لأنه القائل في محكم كتابه :
"يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة
عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون" سورة
التحريم - 6 -
ماذا تجيب ربك غدا يوم العرض عليه حين يسألك عن أولادك هل علمتهم القرآن و درستهم الإسلام و لقنتهم مبادئ الفضيلة و أخلاق؟
ماذا تجيب ربك غدا حين يسألك عن أهلك و بناتك هل أمرتهن بالستر و الحجاب و هيأت لهن جو الطهر و العفاف؟
ماذا تجيب ربك غدا حين يسألك هل أمرت أبناءك بالصلاة وعرفتهم منذ نعومة
أظفارهم طريق الحلال من الحرام و بينت لهم معالم الهدى من الضلال؟
إن كنت أيها الأب من المربين الأبرار و الصالحين الأطهار فتقول يا رب قمت
بالواجب كما أمرت و نفذت الأوامر كما أردت و عملت بالقرآن الذي أنزلت و
اتبعت الرسول الذي أرسلت و إن كنت و العياذ بالله من الآباء . . . . .
.تتعلثم بالجواب و تعلو وجهك الذلة و تكون من أصحاب النار استمع إلى ما
يقوله رب العزة مبشرا و منذرا وواعدا و متوعدا:
"وجوه يومئذ مسفرة، ضاحكة مستبشرة، ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة، أولئك هم الكفرة الفجرة" سورة عبس 38 - 42
" فأما من طغى و آثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى، و أما من خاف
مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى". سورة النازعات 37
-41