السلام عليكم
الكاتب الكبير حب اليوم يتكلم شوية على واحدة من بين مشاكل الذين لايعيشون بين ذويهم كحالتي طبعاً
المهم أنا منذ سنوات نتغدى ونعشى في المطاعم ....تريدون الصراحة أكره
الطبخ وأصلاً لا أعرف من الطبخ إلا سلق البيض أو وضع الحليب على النار
في مطاعمنا ...إذا دخلت عليك أولا ً أن نتتظر أن يأتيك عامل المطعم
أحياناً يجي لكن بعدما تكبر وانا جالس أمام طاولة مملوءة عن آخرها بفتات
الخبز وصحن قد أكل فيه صاحبه وتركه والقليل من المرق على الطاولة هنا وهناك
...
وأخيراً يأتيك العامل ... يقف قبالتك ويسألك السؤال العام ....واش تاكل خويا(وكأنك تعرف مسبقاً ماذا يوجد)
تسأله أنت : واش كاين
يعدد لك المؤكولات ولاحظ جيداً انه سيبدأ بالأكل الأقل طلباً عليه وإن
ركزت جيداً تجده أحياناً يعيد نفس الطبق مرتين أو ثلاث ولكن ليس تباعاً أو
أحياناً هنالك من يقول الطبق الذي يرغب أن تطلبه أنت بصوت عال والأطباق
الأخرى بصوت منخفض
تطلب طبقك المفضل ...في الواقع أنا أول شيء أفعله هو أن أطلب منه تنظيف الطاولة أولاً لأنه في الأغلب لن يفعل إن لم تطلب ذلك
ينظف الطاولة سريعاً جداً وبشكل سيء ونطلق نحو المطبخ يطلب لك طبقك
عليك الإنتظار ....نصيحة مجانية -خذ معك كتاباً أو جريدة - وستعرف آنذاك لماذا
ويأتي طبقك .... يا سلام ....أول شعور ينتابك هو أنك ستندم لأنك طلبت هذا الطبق-وكأن الأطباق الأخرى أحسن-
عليك بزيادة الملح ووضع الهريسة لأنها تخفي رداءة الذوق -إن كنت ذواقاً للطعام لا أنصحك أصلاً بدخول المطعم-
نصيحة أخرى -لاتنظر كثيراً في صحنك فلربما رأيت صرصوراً ميتاً أو ذبابة منتفخة في طبقك -
بعد الأكل تنهض وأنت تشعر بالحسرة تقترب من صاحب الذي يخفي بطنه الكبير خلف الصراف إن وجد وأول مايلفت إنتباهك إبتسامته الثقيلة جداً
إن لم تفهم معنى إبتسامة ثقيلة أدخل المطعم فقط .... يسألك ماذا أكلت
فتخبره لتجده ينزل على الآلة الحاسبة -بصراحة لا أدري ماذا يحسب-
الأكيد أنك ستتفاجئ بسعر الطعام الذي أكلته فتشعر أنك أبله ضحك عليه أو طفل صغير يجرب الأشياء ويكتشفها
لا ذاك ولا ذلك
الغريب في الأمر أنك ستشعر وكأنك لم تأكل قط- أي لم تشبع-
أنت ستتذكر أنك مذنب في حق كل إمرأة ... فالأم ،الأخت ،الزوجة ، أو حتى
الإبنة هي التي تضع أمامك الطعام وتلقاها تهتم لمعرفة رأيك في طبيخها
والغريب أنه لا يعجبك الحال فتطلب صارخاً الماء الذي نسيت المخلوقة أن
تضعه على الطاولة وبعدما تتنهي من الاكل -حتى الشبع- تتمدد على فراشك وانت
تلاعب جهاز التحكم بالتلفزين ...تأتي المسكينة وتأخذ الصحون الفارغة من
على الطاولة وكأنك أنت السلطان وهي مجرد خادمة ....
إذا كنت تعيش بين أفراد أسرتك سواءاً كنت إبناً أو زوجاً أو أخاً ....
أرجوك حينما تزعجك تذكر أن الكاتب الكبير مستعد أن يقبل أضعاف الإزعاج الذي
تعتقد أنك تلقاه منها من أجل جلسة مريحة وفقط ....