ابن إسحاق يقال له "إسرائيل" وتعني عبد الله، كان نبيا لقومه، وكان تقيا وبشرت به الملائكة جده إبراهيم وزوجته سارة عليهما السلام وهو والد يوسف.
سيرته:
هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.. اسمه إسرائيل.. كان نبيا إلى قومه.. ذكر الله تعالى ثلاث أجزاء من قصته.. بشارة ميلاده.. وقد بشر الملائكة به إبراهيم جده.. وسارة جدته.. أيضا ذكر الله تعالى وصيته عند وفاته.. وسيذكره الله فيما بعد -بغير إشارة لاسمه- في قصة يوسف.
نعرف مقدار تقواه من هذه الإشارة السريعة إلى وفاته.. نعلم أن الموت كارثة تدهم الإنسان، فلا يذكر غير همه ومصيبته.. غير أن يعقوب لا ينسى وهو يموت أن يدعو إلى ربه.. قال تعالى في سورة (البقرة):
أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) (البقرة)
إن هذا المشهد بين يعقوب وبنيه في ساعة الموت ولحظات الاحتضار، مشهد عظيم الدلالة.. نحن أمام ميت يحتضر.. ما القضية التي تشغل باله في ساعة الاحتضار..؟ ما الأفكار التي تعبر ذهنه الذي يتهيأ للانزلاق مع سكرات الموت..؟ ما الأمر الخطير الذي يريد أن يطمئن عليه قبل موته..؟ ما التركة التي يريد أن يخلفها لأبنائه وأحفاده..؟ ما الشيء الذي يريد أن يطمئن -قبل موته- على سلامة وصوله للناس.. كل الناس..؟
ستجد الجواب عن هذه الأسئلة كلها في سؤاله (مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي). هذا ما يشغله ويؤرقه ويحرص عليه في سكرات الموت.. قضية الإيمان بالله. هي القضية الأولى والوحيدة، وهي الميراث الحقيقي الذي لا ينخره السوس ولا يفسده.. وهي الذخر والملاذ.
قال أبناء إسرائيل: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا، ونحن له مسلمون.. والنص قاطع في أنهم بعثوا على الإسلام.. إن خرجوا عنه، خرجوا من رحمة الله.. وإن ظلوا فيه، أدركتهم الرحمة.
مات يعقوب وهو يسأل أبناءه عن الإسلام، ويطمئن على عقيدتهم.. وقبل موته، ابتلي بلاء شديدا في ابنه يوسف.
***
**
*
هاجر يعقوب عليه السلام من أرض كنعان إلى شمالي الجزيرة الفراتية من فدان آرام (حران) عند خاله لابان.مكث يعقوب عليه السلام في حران ردحاً من الزمن تزوج خلالها من ابنة خاله لابان ثم عاد إلى أهله بعد أن رزقه الله تعالى عشرة من الذكور من ابنة خاله وغيرها.
-بعد عودة يعقوب عليه السلام إلى أرض كنعان (يبوس) رزقه الله بولدين من الذكور هما: (يوسف وشقيقه بنيامين) فأصبح مجموع أولاده 12 ولداً ثم كانت رسالته عليه السلام متممة لرسالة والده إسحاق وجده إبراهيم عليهم السلام في مجال الدعوة إلى الله تعالى.
- حينما أكرم الباري تعالى يوسف بالنبوة والمنصب (وزير مالية مصر أيام الهكسوس البدو الرعاة) ذهب يعقوب وأولاده إليه في مصر وتعرفوا عليه وعفا عن إخوته وعما فعلوه بأهلهم أجمعين.كما هو مبسوط في سورة يوسف.
-وبذلك دخل بنو إسرائيل مصر وبقوا فيها مدة من الزمن توفي خلالها نبي الله يعقوب فنقل جثمانه بعد ذلك إلى الخليل ودفن فيها.
من حياة سيدنا "يـــــــعــــــقـــــوب" عليه السلام
عاش 147سنه توفي في مصر. وتنفيذا لوصيته نقله ابنه يوسف إلى الخليل
* وصية يعقوب عليه السلام لبنيه في القرآن الكريم:
-قال تعالى: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة133.
* وصية يعقوب وموته في العهد القديم:
- هؤلاء كلهم أسباط إسرائيل الإثنا عشر. وهذا ما قاله لهم أبوهم حين باركهم كل واحد وفق ما يناسبه من البركة29.
-وأوصاهم قال: أموت الآن وأنضم إلى آبائي. ادفنوني مع آبائي في المغارة التي في حقل عفرون الحثي30 المغارة التي في حقل المكفيلة تجاه ممرا في أرض كنعان.تلك التي اشتراها إبراهيم مع الحقل من عفرون الحثي لتكون ملكاً لقبر 31 هناك دفن إبراهيم عليه السلام وسارة امرأته. وهناك دفن إسحق ورفقة امرأته. وهناك دفنت ليئة 32 شراء الحقل والمغارة التي فيه كان من بني حث 33.
-فلما فرغ يعقوب من وصيته لبنيه ضم رجليه على السرير وأسلم الروح وانضم إلى آبائه.