تعتبر
كتابة الرسائل وإيفاد الرسل من الأمور المعروفة على مر العصور ، وقد انتهج
الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب لإيصال دعوته إلى الآفاق .
وأطلق المتأخرون على هؤلاء الرسل " السفراء " لأن الذي يرسل من مسئول إلى مسئول يسمى " سفيراً " بموجب المصطلحات السياسية الحديثة .
وكان هدف سفراء النبي صلى الله عليه وسلم الدعوى والإصلاح ، وقد قاموا بهذه المهمة خير قيام .
وقد
ورد ذكر سفراء النبي صلى الله عليه وسلم وهم سفراؤه في عدة مصادر معتمدة
وممن ذكرهم الإمام النووي ـ رحمه الله حيث قال : " أرسل - صلى الله عليه
وسلم - عمرو بن أمية الضمرى إلى النجاشى ، فأخذ كتاب رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - ووضعه على عينيه ، ونزل عن سريره ، فجلس على الأرض ، ثم أسلم
حين حضره جعفر بن أبى طالب وحسن إسلامه .. وأرسل - صلى الله عليه وسلم -
دحية بن خليفة الكلبى بكتاب إلى هرقل عظيم الروم .
وعبد الله بن حذافة
السهمى إلى كسرى ملك فارس .. وحاطب بن أبى بلتعة اللخمى إلى المقوقس ملك
الأسكندرية ومصر ، فقال خيرًا ، وقارب أن يُسلم ، وأهدى لرسول الله - صلى
الله عليه وسلم - مارية القبطية وأختها شيرين ، فوهبها رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - لحسان بن ثابت .. وأرسل عمرو بن العاص إلى ملكى عمان
فأسلما وخليا بين عمرو وبين الصدقة والحكم فيما بينهم ، فلم يزل عندهم حتى
توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأرسل سليط بن عمرو العلوى إلى
اليمامة وإلى هوذة بن على الحنفى .. وأرسل شجاع بن وهب الأسدى إلى الحارث
بن أبى شمر الغسانى ملك البلقاء من أرض الشام .. وأرسل المهاجر بن أبى
أمية المخزومى إلى الحارث الحميرى .. وأرسل العلاء بن الحضرمى إلى المنذر
بن ساوى العبدى ملك البحرين فصدق وأسلم .. وأرسل أبا موسى الأشعرى ومعاذ
بن جبل إلى جملة اليمن داعين إلى الإسلام ، فأسلم عامة أهل اليمن ملكوهم
وسوقتهم " .
وذكرهم البغدادي في كتاب المحبر فقال : أرسل النبي صلى
الله عليه جرير بن عبد الله البجلى الى ذى الكلاع وذى عمرو ، إلى اليمن
وكان ذو عمرو يهوديا .
فقال لجرير "إن كان صاحبك صادقا فقد مات اليوم
فإني أجد في كتبنا أنه يموت في هذا اليوم وهذا الشهر آخر نبي على وجه
الأرض" .. فكتبوا ذلك اليوم .. فأتت الركبان بنعي النبي صلى الله عليه أنه
مات في ذلك اليوم فأسلما .. ووفد ذو الكلاع على عمر فأغزاه الشأم فلم يزل
بها حتى قتل بصفين مع معاوية .
وأرسل صلى الله عليه دحية بن خليفة
الكلبى إلى قيصر عظيم الروم فأخذ قيصر كتاب النبي صلى الله عليه فوضعه على
خاصرته .. ووصل دحية وقال : لو كان في بلادي لاتبعته ونصرته .. وأرسل صلى
الله عليه شجاع بن وهب الأسدي إلى جبلة بن الأيهم الغساني . وأرسل حاطب بن
أبى بلتعة حليف بنى أسد بن عبد العزى إلى المقوقس صاحب الإسكندرية فأكرمه
ووصله وبعث إلى النبي صلى الله عليه بمارية أم إبراهيم وأختها أم عبد
الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري وببغلته وحماره .. وأرسل عمرو بن أمية
الضمرى إلى النجاشي وهو أصحمة .. فزوجه أم حبيبة بنت أبى سفيان بن حرب ...
وأرسل سليط بن قيس أخا بني عامر بن لؤي إلى أهل اليمامة .. وأرسل العلاء
بن الحضرمي حليف بنى أمية إلى أهل البحرين .. فأسلموا وبعثوا بخراجهم فكان
أول مال ورد المدينة خراج البحرين وهو سبعون ألفا .. وأرسل عمرو بن العاص
السهمى إلى جيفر وعبدا بنى الجلندى ابن المستكبر الأزديين بعمان فاسلما
وغلبا على عمان .. وأرسل عبد الله بن حذافة السهمى إلى كسرى بن هرمز فلما
قرأ كتاب النبي صلى الله عليه قال بدأ بنفسه قبلي ، وقدَّ كتابه سيورا ..
فقال صلى الله عليه " مزق الله ملك فارس كل ممزق " .. فما افلحوا بعد
دعوته " .
* ـ لقد بلغ عدد سفراء النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمم
الأرض خمسة عشر سفيراً .. وهذه ترجمة مختصرة لكل سفير من هؤلاء السفراء
العظماء ـ رضي الله عنهم وأرضاهم ـ :
1 ـ جعفر بن أبي طالب :
جعفر
بن أبي طالب واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن
قصي القرشي الهاشمي ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخو علي بن أبي
طالب لأبويه وهو جعفر الطيار وكان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه و
سلم خلقا وخلقا أسلم بعد إسلام أخيه علي بقليل ، ولما هاجر إلى الحبشة
أقام بها عند النجاشي إلى أن قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
فتح خيبر فتلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتنقه وقبل بين عينيه
وقال : ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا بقدوم جعفر أم بفتح خيبر وأنزله رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب المسجد .. ولما قاتل جعفر قطعت يداه
والراية معه لم يلقها ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبدله الله
جناحين يطير بهما في الجنة " ولما قتل وجد به بضع وسبعون جراحة ما بين
ضربة بسيف وطعنة برمح كلها فيما أقبل من بدنه وقيل : بضع وخمسون والأول
أصح .
قال عبد الله بن جعفر : كنت إذا سألت عليا شيئا فمنعني وقلت له
: بحق جعفر إلا أعطاني وقال : كان عمر بن الخطاب إذا رأى عبد الله بن جعفر
قال : السلام عليك يا ابن ذي الجناحين .. وكان عمر جعفر لما قتل إحدى
وأربعين سنة وقيل غير ذلك .
2 ـ أبو موسى الأشعري :
عبد
الله بن قيس بن سليم بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل
بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر بن أدد بن زيد بن يشجب أبو موسى الأشعري
صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم .. واسم الأشعر نبت .. وأمه ظبية بنت
وهب امرأة من عك أسلمت وماتت بالمدينة .. ذكر الواقدي أن أبا موسى قدم مكة
فحالف أبا أحيحة سعيد بن العاص بن أمية وكان قدومه مع إخوته في جماعة من
الأشعريين ثم أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة .
وقالت طائفة من العلماء
بالنسب والسير : إن أبا موسى لما قدم مكة وحالف سعيد بن العاص انصرف إلى
بلاد قومه ولم يهاجر إلى أرض الحبشة ثم قدم مع إخوته فصادف قدومه قدوم
السفينتين من أرض الحبشة .
قال أبو عمر : الصحيح أن أبا موسى رجع بعد
قدومه مكة ومحالفته من حالف من بني عبد شمس إلى بلاد قومه وأقام بها حتى
قدم مع الأشعريين نحو خمسين رجلا من سفينة فألقتهم الريح إلى النجاشي
فوافقوا خروج جعفر وأصحابه منها فأتوا معهم وقدم السفينتان معا : سفينة
جعفر وسفينة الأشعريين على النبي صلى الله عليه وسلم حين فتح خيبر .. وقد
قيل : إن الأشعريين إذ رمتهم الريح إلى الحبشة أقاموا بالحبشة مدة ثم
خرجوا عند خروج جعفر رضي الله عنه فلهذا ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى
الحبشة والله أعلم .
وكان عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على زبيد
وعدن واستعمله عمر رضي الله عنه على البصرة وشهد وفاة أبي عبيدة بن الجراح
بالشام .. قال لمازة بن زبار : ما كان يشبه كلام أبي موسى إلا بالجزار
الذي لا يخطئ المفصل .. وقال قتادة : بلغ أبا موسى أن قوما يمنعهم من
الجمعة أن ليس لهم ثياب فخرج على الناس في عباءة .
وقال خليفة : قال
عاصم بن حفص : قدم أبو موسى إلى البصرة سنة سبع عشرة واليا بعد عزل
المغيرة وكتب إليه عمر رضي الله عنه : أن سر إلى الأهواز فأتى الأهواز
فافتتحها عنوة - وقيل : صلحا - وافتتح أبو موسى أصبهان سنة ثلاث وعشرين
قاله ابن إسحاق .
وكان أبو موسى على البصرة لما قتل عمر رضي الله عنه
فأقره عثمان عليها ثم عزله واستعمل بعده ابن عامر فسار من البصرة إلى
الكوفة فلم يزل بها حتى أخرج أهل الكوفة سعيد بن العاص وطلبوا من عثمان أن
يستعمله عليهم فاستعمله فلم يزل على الكوفة حتى قتل عثمان رضي الله عنه ..
فعزله علي عنها .
ومات أبو موسى بالكوفة وقيل : مات بمكة سنة اثنتين
وأربعين .. وقيل : سنة أربع وأربعين وهو ابن ثلاث وستين سنة .. وقيل :
توفي سنة تسع وأربعين .. وقيل : سنة خمسين وقيل : سنة اثنتين وخمسين ..
وقيل : سنة ثلاث وخمسين والله أعلم .
3 ـ معاذ بن جبل :
معاذ
بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن
علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ثم الجشمي
وأدي الذي ينسب إليه هو : أخو سلمة بن سعد القبيلة التي ينسب إليها من
الأنصار .. وقد نسبه بعضهم في بني سلمة وقال ابن إسحاق : إنما ادعته بنو
سلمة لأنه كان أخا سهل بن محمد بن الجد بن قيس لأمه وسهل من بني سلمة .
وكان
معاذ يكنى أبا عبد الرحمن وهو أحد السبعين الذين شهدوا العقبة من الأنصار
وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخى رسول
الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مسعود .. وكان عمره لما
أسلم ثماني عشرة سنة ، وقال عمرو بن قيس : إن معاذ بن جبل لما حضره الموت
قال : انظروا أصبحنا فقيل : لم نصبح .. حتى أتي فقيل : أصبحنا .. فقال :
أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار ! مرحبا بالموت مرحبا زائر حبيب جاء
على فاقة !
اللهم تعلم أني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك إني لم أكن
أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكري الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن لظمأ
الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : معاذ أمام العلماء يوم القيامة برتوة أو رتوتين .
وتوفي
في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة وقيل : سبع عشرة .. والأول أصح وكان عمره
ثمانيا وثلاثين سنة وقيل : ثلاث وقيل : أربع وثلاثون والله أعلم .
4 ـ عمر بن أمية الضمري :
أبو
أمية عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبيد الله بن ناشرة بن
كعب بن جدى ، بضم الجيم وفتح الدال المهملة المخففة ، ابن ضمرة بن بكر بن
عبد مناة بن كنانة الكنانى الضمري الصحابي الحجازي .
أسلم قديمًا ،
وهاجر إلى الحبشة ، ثم إلى المدينة ، وأول مشاهده بئر معونة ، وكان رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يبعثه في أموره ، وبعثه عينًا إلى قريش وحده
، فحمل خبيب ، بضم الخاء ، ابن عدى من الخشبة التى صلبوه عليها ، وأرسله
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي وكيلاً ، لتزوج له أم حبيبة
بنت أبى سفيان ، وكان من أنجاد العرب ورجالها .
وقال ابن عبد البر : إنه إنما أسلم بعد غزوة أُحُد ، والمشهور الأول .
قالوا
: وأسرته بنو عامر يوم بئر معونة ، فأعتقوه عن رقبة كانت عليهم .. رُوى له
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرون حديثًا ، توفى بالمدينة قبيل
وفاة معاوية .
5 ـ دحية بن خليفة الكلبي :
يقال
: بكسر الدال وبفتحها لغتان مشهورتان .. هو دحية بن خليفة بن فضالة بن
فروة الكلبي ، أسلم قديمًا ، وشهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
مشاهده كلها بعد بدر ، وأرسله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتاب إلى
عظيم بصرى ليدفعه إلى هرقل ، وكان جبريل ، عليه السلام ، يأتي النبي - صلى
الله عليه وسلم - في صورته ، وكان من أجمل الناس .. وشهد اليرموك ، وسكن
المزة القرية المعروفة بجنب دمشق ، وبقي إلى خلافة معاوية ، رضي الله
عنهما .
6 ـ عبد الله بن حذافة السهمي :
عبد
الله بن حذافة بن قيس السهمي القرشي ، أبو حذافة : صحابي أسلم قديما ،
وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى .. وهاجر إلى الحبشة ، وقيل :
شهد بدرا .. وأسره الروم في أيام عمر ، ثم أطلقوه .. وكانت فيه دعابة ..
وشهد فتح مصر .. وتوفي بها في أيام عثمان .
7 ـ حاطب بن أبي بلتعة :
بفتح
الباء الموحدة والتاء المثناة فوق بينهما لام ساكنة .. هو أبو محمد، وقيل
: أبو عبد الله حاطب بن أبى بلتعة عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل بن
العتيك بن سَعَّاد ، بفتح السين وتشديد العين ، ابن راشدة بن جزيلة ،
بالزاى ، ابن لخم بن عدى حليف للزبير بن العوام .
وقيل : كان لعبيد
الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد ، فكاتبه فأدى كتابته ، شهد بدرًا
، والحديبية ، وشهد الله له بالإيمان في قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء}
[الممتحنة : 1] الآيتين نزلتا فيه .
أرسله رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - إلى المقوقس صاحب الإسكندرية سنة ست من الهجرة ، فقال له المقوقس :
أخبرني عن صاحبك أليس هو نبيًا ؟ قال : بلى ، قال : فما له لم يدع على
قومه حيث أخرجوه من بلدته ؟ قال له حاطب : فعيسى ابن مريم رسول الله حين
أراد قومه صلبه لم يدع عليهم حتى رفعه الله ، قال : أحسنت ، أنت حكيم جئت
من عند حكيم ، وبعث معه هدية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها
مارية القبطية ، وأختها شيرين ، وجارية أخرى ، فاتخذ مارية سرية ، ووهب
شيرين لحسان بن ثابت ، والأخرى لأبى جهم بن حذيفة ، وأرسل معه من يوصله
مأمنه .
وفى صحيح البخارى عن جابر ، أن عبدًا لحاطب جاء إلى رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يشكو حاطبًا ، فقال : يا رسول الله ، ليدخلن حاطب
النار ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : "كذبت لا يدخلها ، فإنه
شهد بدرًا ، والحديبية" ، وكان حاطب حسن الجسم، خفيف اللحية .. ذكره ابن
سعد .
توفي حاطب سنة ثلاثين بالمدينة ، وصلى عليه عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، وكان عمره خمسًا وستين سنة .
8 ـ عمرو بن العاص :
عمرو
بن العاص بن وائل السهمي القرشي ، أبو عبد الله : فاتح مصر ، وأحد عظماء
العرب ودهاتهم وأولي الرأي والحزم والمكيدة فيهم .. كان في الجاهلية من
الأشداء على الإسلام ، وأسلم في هدنة الحديبية .
وولاه النبي صلى الله
عليه وسلم إمرة جيش " ذات السلاسل " وأمده بأبي بكر وعمر . وأرسله الرسول
صلى الله عليه وسلم إلى ملكى عمان فأسلما وخليا بينه وبين الصدقة والحكم
فيما بينهم ، فلم يزل عندهم حتى توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم
استعمله على عمان .. ثم كان من أمراء الجيوش في الجهاد بالشام في زمن عمر
.. وهو الذي افتتح قنسرين ، وصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية .. وولاه عمر
فلسطين ، ثم مصر فافتتحها .. وعزله عثمان .. وتوفي بالقاهرة سنة ثلاث
وأربعين .. وأخباره كثيرة .
9 ـ سليط بن عمرو العلوي :
سليط
بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي
القرشي العامري أخو سهيل بن عمرو وكان من المهاجرين الأولين ممن هاجر
الهجرتين .. وذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً ولم يذكره غيره في
البدريين وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هوذة بن علي
الحنفي وإلى ثمامة بن أثال الحنفي وهما رئيسا اليمامة وذلك في سنة ست أو
سبع .. ذكر الواقدي وابن إسحاق ارساله إلى هوذة .. وزاد ابن هشام وثمامة
وقتل سنة أربع عشرة .
10 ـ شجاع بن وهب الأسدي :
شجاع
بن وهب بن ربيعة الأسدي ، من بني غنم : صحابي ، شجاع من أمراء السرايا ..
قديم الإسلام .. شهد المشاهد كلها ، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم رسولا
إلى الحارث بن أبي شمر الغساني - بغوطة دمشق - فلم يسلم الحارث .
وقتل
شجاع بن وهب يوم اليمامة سنة اثنتي عشر وهو ابن بضع وأربعين سنة .. وشهد
بدرا وأحدا والخندق والمشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
11 ـ المهاجر بن أبي أمية :
المهاجر
بن أمية بن المغيرة القرشي المخزومي ، أخو أم سلمة زوج النبي صلى الله
عليه وسلم لأبيها وأمها وكان اسمه الوليد ، فكره رسول الله صلى الله عليه
وسلم اسمه وقال لأم سلمة : " هو المهاجر " .. وكانت قالت له : قدم أخي
الوليد مهاجراً فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هو المهاجر "
.. فعرفت أم سلمة ما أراد من تحويل اسم الوليد فقالت : هو المهاجر يا رسول
الله صلى الله عليه وسلم في خبر فيه طول وفيه عيب اسم الوليد ، ثم بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجر بن أبي أمية إلى الحارث بن عبد كلال
الحميري ملك اليمن ، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً على
صدقات كندة والصدف ، ثم ولاه أبو بكر اليمن وهو الذي افتتح حصن النجير
بحضرموت مع زياد من لبيد الأنصاري وهما بعثا بالأشعث بن قيس أسيراً فمن
عليه أبو بكر و حقن دمه .
12 ـ العلاء بن الحضرمي :
العلاء
بن الحضرمي - واسم الحضرمي عبد الله - بن عباد بن أكبر بن ربيعة بن مالك
بن أكبر بن عويف بن مالك بن الخزرج بن أبي بن الصدف - وقيل : عبد الله بن
عمار - وقيل : عبد الله بن ضمار - وقيل : عبد الله بن عبيدة بن ضمار بن
مالك .. ولا يختلفون أنه من حضرموت حليف حرب بن أمية ولاه النبي صلى الله
عليه و سلم البحرين .. وتوفي النبي صلى الله عليه و سلم وهو عليها فأقره
أبو بكر خلافته كلها ثم أقره عمر وتوفي في خلافة عمر سنة أربع عشرة وقيل :
توفي سنة إحدى وعشرين واليا على البحرين واستعمل عمر بعده أبا هريرة .
يقال
: إن العلاء كان مجاب الدعوة وأنه خاض البحر بكلمات قالها ودعا بها ولما
قاتل أهل الردة بالبحرين كان له في قتالهم أثر كبير وذلك مشهور عنه ..
وكان له أخ يقال له : ميمون بن الحضرمي وهو صاحب البئر التي بأعلى مكة
المعروفة ببئر ميمون حفرها في الجاهلية .
13 ـ جرير بن عبد الله البجلي :
جرير
بن عبد الله بن جابر وهو الشليل بن مالك بن نصر بن ثعلبة ابن جشم بن عويف
بن خزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعد ابن نذير بن قسر وهو مالك بن عبقر
بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث البجلي .. يكنى أبا عمرو وقيل أبا عبد
الله .
قال أبو عمر رحمه الله : كان إسلامه في العام الذي توفي فيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال جرير أسلمت قبل موت رسول الله صلى الله
عليه وسلم بأربعين يوماً .. ونزل جرير الكوفة وسكنها وكان له بها دار ثم
تحول إلى قرقيسياء ومات بها سنة أربع وخمسين .. وقد قيل إن جريراً توفي
سنة إحدى وخمسين وقيل مات بالسراة في ولاية الضحاك بن قيس على الكوفة
لمعاوية .
14 ـ عمرو بن حزم :
عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي ثم النجاري .
وأول
مشاهدة الخندق واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل نجران وهم
بنو الحارث بن كعب وهو ابن سبع عشرة سنة بعد أن بعث إليهم خالد بن الوليد
فأسلموا وكتب لهم كتابا فيه الفرائض والسنن والصدقات والديات .
وتوفي
بالمدينة سنة إحدى وخمسين وقيل : سنة أربع وخمسين وقيل : سنة ثلاث وخمسين
وقيل : إنه توفي في خلافة عمر بن الخطاب بالمدينة .. والصحيح أنه توفي بعد
الخمسين لأن محمد بن سيرين روى أنه كلم معاوية بكلام شديد لما أراد البيعة
ليزيد .
15 ـ الحارث بن عمير الأزدي :
الحارث
بن عمير الأزدي أحد بني لهب بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابه إلى
الشام إلى ملك الروم وقيل : إلى ملك بصرة فعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني
: فأوثقه رباطا ثم قدم فضربت عنقه صبرا ولم يقتل لرسول الله صلى الله عليه
وسلم رسول غيره فلما اتصل خبره برسول الله صلى الله عليه وسلم بعث البعث
الذي سيره إلى مؤتة وأمر عليهم زيد بن حارثة في نحو ثلاثة آلاف فلقيتهم
الروم في نحو مائة ألف .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .
منقوللللللللللل