ما هو حكم من
صلى في ملابس نجسة ولم يعلم إلا بعد الصلاة ؟ و
هل يعيد الصلاة ؟ وهل يعيد الوضوء كذلك ؟
أشرنا في مقدمة الحلقة إلى هذه
المسألة ولا بأس أن نعيد بإختصار ..
أن من صلى وعلى لباسه نجاسة
ولم يتذكر إلا بعد الفراغ من الصلاة فصلاته صحيحة .. والأصل في هذا حديث
أبي سعيد - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بنعليه ثم إنه
خلع نعليه في الصلاة فخلع الناس نعالهم فلما سلم قال : ( مالكم خلعتم
نعالكم ؟ ) قالوا : رأيناك يا رسول الله خلعت نعليك .. قال - عليه الصلاة
والسلام - : ( إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما قذرا ) هذا الحديث أخرجه
أبو داود وغيره وهو حديث صحيح , وهو يدل على أن من صلى وعليه نجاسة لم يعلم
بها إلا بعد الفراغ من الصلاة أو أثناء الصلاة فصلاته صحيحة لكن إذا علم
به أثناء الصلاة يجب عليه أن يتخلص منها كما خلع النبي - صلى الله عليه
وسلم - نعليه ..
لو كانت الصلاة لا تصح لأعاد
النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة من أولها , استأنفها من أولها , لكن
كونه - صلى الله عليه وسلم - يخلع نعليه ويستمر في صلاته دليل على صحة
الصلاة , ولهذا نقول .. من كان على لباسه نجاسه ولم يعلم بها إلا بعد
الفراغ من الصلاة فإن صلاته صحيحة ولا يؤمر لا بإعادة الصلاة ولا بإعادة
الوضوء وصلاته صحيحة والحمدلله , بخلاف من نسي الوضوء فنأمره بإعادة الوضوء
حتى لو مضى على ذلك مدة ..وذكرنا في مقدمة الحلقة الفرق بين المسألتين أن
مسألة النجاسة من باب إرتكاب المحظور فيعذر فيها بالجهل و النسيان وأن
مسألة ترك الوضوء أو نسيان الوضوء ما من باب ترك المأمور فلا يعذر فيه
بالجهل ولا النسيان ويلزمه إعادة الصلاة ..