هذا غَرامكَ في عيونِكَ قـد بدا
| | قل لي أُحبكَ لا تكن مُتردِّدا
|
كـل الزهـور تقولهـا بعبيرها
| | ويقولها العصفورُ إن هو غرَّدا
|
قُلها لأعرفَ أن حُبـكَ لم يكن
| | حلماً إذا طلع الصباح تبدَّدا
|
قُلها لأعرف ما حـدود إرادتي
| | فيما فعلتُ وما سَأفعلهُ غـدا |
قُلها فإن المستحيل علـى يدي
| | سيكون في إمكانه أن يُوجـدا
|
قُلها «صباح الخير» أو سلِّم بها
| | ليظل حُبكَ في دمي مُتوقِّـدا
|
قُلـها بشكلٍ ما أَلفتُ سماعـهُ
| | إن كنت تأبى أن تكون مقلِّدا
|
إني سئمتُ الانتظار فلا تَـدَعْ
| | قلبي علـى أعصابه مُترصِّدا
|
لــو قُلتَها لجعلتُ منكَ مبرراً
| | لأقول إني الآن لم أُخْلَقْ سُدى
|
وأقول إن اليوم يــوم ولادتي
| | وبأن عمري مُذْْ نطقتَ بها ابتدا
|
كيـف التقينا والدروبُ كثيرة
| | ولصوتنا في الليلِ أكثر من صدى
|
والليلُ أطفأ في السماءِ نجومـهُ
| | نجماً فنجماً ثم أوغلَ في المـدى
|
ما زلتُ أذكرُ حين أيقظني الهوى
| | كيف اندفعتُ إلى الطريقِ بلا هدى
|
وخطاي تسألني أَتعرفُ أسمــهُ
| | أو أي شيء عنـه كي تتأكَّـدا
|
فيجيبها قلبي بصــوتٍ هادئٍ
| | سأكونُ بوصلة لكم أو مُرشـدا
|
في الحب تجتمعُ القلوبُ ببعضها
| | قبل الوجوه ولا تخونُ الموعـدا
|
ولقد وَجدتكَ حيث ما واعدتني
| | ووجدتُ نفسي إذ عَرفتكَ جيدا
|
فائذن لقلبي أن يُؤخـر بَوحـهُ
| | لكَ ساعة أو ساعتين ويرقـدا
|
وائذن لروحي حين تُنهي طقسها
| | في العشقِ بين يديكَ أن تتمددا
|
فالكلُ أجهـدهُ المسيرُ ولم يجـدْ
| | درباً إليـكَ من الدروبِ مُعَبَّدا
|
أنتَ الذي أهـدَيتَني حُــرِّيتي
| | وهـويَّتي وجعلـتَ مني سيِّدا
|
وأعدتَ لي فرحي وسحر طفولتي
| | من دونِ أن تدري ولا أن تقصدا
|
أنت الذي لولاك عشتُ بلا غدٍ
| | وبقيتُ بالأمسِ البعيدِ مُقيَّــدا
|
أَوَ كلما أبدعتُ فيكَ قصيـدة
| | كلماتها خَرَّتْ أمامي سُجَّــدا
|
واستحلفتني بالذي هــو بيننا
| | أن أنتقيها في القصيد مُجــدّدا
|
خُذني إلى دنيا هــواكَ فإنني
| | سَأعيشُ في محــرابهِ مُتعبِّـدا
|
خُذني إليكَ فلو أضعتُكَ مـرةً
| | أُخرى سأصبحُ بالضياعِ مُهدَّدا
|
خُذني إليكَ ولا تَعدني كالذي
| | يَعدُ الغريقَ بأن يمدَّ له اليــدا
|