انتقم برشلونة شر إنتقامة من إشبيلية وذلك بعد أن سحقه برباعية نظيفة في إياب كأس السوبر الإسبانية التي توج بها النادي الكتلاني بعد تفوقه في مجموع المباراتين 5/3.
سجل الأهداف ليونيل ميسي "هاتريك" في الدقائق 24, 44 و90 وقبلها أحرز عبدالله كونكو هدفاً في مرماه في الدقيقة 14.
برشلونة بدأ المباراة بضغط متوقع وسط حالة من الحماس الجماهيري والتحفز في ملعب كامب نو ومحاولات من لاعبي إشبيلية لوأد الهجمات في مهدها وهو ما تحقق نسبياً.
لكن شيئاً فشيئاً بدأت المساحات تظهر في دفاعات الأندلسيين، ومنها كاد داني ألفيش أن يحرز هدفاً في الدقيقة 12 لكن حكم المباراة أشار بالتسلل على البرازيلي.
وفي الدقيقة 14 أظهر بيدرو رودريجيز لماذا كان أحد نجوم الموسم الماضي في البلاوجرانا وذلك بعد أن تجاوز فرناندو نافارو وهيأ الكرة أمام دراجوتينوفيتش وسدد الكرة من زاوية صعبة لتسلك طريقها إلى خارج المرمى لكن قوتها تسببت في اصطدامها بالمتلعثم كونكو وتسكن المرمى أمام بالوب الذي فوجئ بالكرة.
وقع ميسي بشكل محرج في هذه اللقطة، لكنه أوقع الكثير من لاعبي إشبيلية طوال المباراة
وكاد ماكسويل أن يعزز النتيجة بهدف ثاني في الدقيقة 18 من تسديدة قوية في يد بالوب قبل أن تضيع فرصة أمام بويان في الدقيقة 24 ليدرك الجميع أن مباراة الجانب الواحد هذه لن تلبث إلا وأن تشهد هدف ثاني.
لذلك لم يندهش الكثيرون وهم يشاهدون هدفاً ثانياً للبرسا في الدقيقة 25 بعد تمريرة جميلة من تشافي إلى ميسي المنطلق وسط ثلاثة مدافعين لا تعرف لهم دوراً لينفرد القائد المنتظر للأرجنتين –حسبما يقولون !- ويكشف الزاوية أمام بالوب ويضعها أرضية بسهولة تامة مغيراً مكان كأس السوبر إلى كتلونيا بدلاً من الأندلس.
حاول إشبيلية الخروج من مناطقه –المفككة أصلاً- وتحرك دييجو كابيل على الرواق الأيسر وساعده في ذلك المهاجم الثاني ألفارو –العائد من تنيريفي ومتخصص إضاعة الفرص أمام الكبار- لكن ذلك لم يفد كثيراً أمام التنظيم الواضح من لاعبي البرسا.
لكن الشوط لم ينتهِ على تلك النتيجة، بل ارتأى داني ألفيش في الدقيقة 44 أن يعوض فشل بلاده في كأس العالم مع فشل جاره اللدود الأرجنتين أيضاً ليخلق تعاوناً جميلاً بينه وبين ميسي بتمريرته للأخير الذي أثبت أن يمناه ساحرة كيسراه فسدد الكرة من زاوية صعبة في سقف مرمى بالوب ليجعل النتيجة.. 3/0..!
تعاون مثمر بين ألفيش وميسي منح البرسا الهدف الثالث
بدأ الشوط الثاني بضغط خجول من إشبيلية، لكن المحاولة الأولى كانت من ميسي في الدقيقة 50 عندما راوغ اسكوديه وسدد من داخل المنطقة لكن الكرة مرت بجوار القائم.
فجأة تذكرنا أن دكة برشلونة مازال بها اثنين من نجوم إسبانيا في كأس العالم وهما أندريس إنيستا ودافيد فيا .. تذكرناهما بعد أن دفع جوارديولا بهما ليبدأ الجمهور الحاضر في الصياح.
لم ينتظر إنيستا كثيراً ليساعد ميسي على إنطلاقة جميلة في الدقيقة 59 بعد تبادل للكرة بالكعب من الرسام ليمررها له ميسي مجدداً أمام المرمى لكن الفتى الأبيض أطاح بالكرة بيسراه خارج المرمى.
رد أنتونيو ألفاريث بإخراج كابيل وألفارو وإشراك سيجاريني ولويس فابيانو في الدقيقة 61 ليحاول الأخير خلق حالة من التعاون مع خيسوس نافاس لكن مجهودهما ضاع هباءً بعد سقوط الجناح الأندلسي في مصيدة التسلل.
وضح أن دافيد فيا يريد تسجيل بصمة من البداية وإن تسبب ذلك في بعض الأنانية بعد أن فضل التسديد في المدافع بدلاً من التمرير لماكسويل لكن فرصة أفضل أتيحت له من عرضية لداني الفيش في الدقيقة 70 لكنها كانت أطول بعض الشيء على فيا الذي لمسها برأسه لكنها مرت بجوار القائم.
الغريب أن إشبيلية لم تتح له أية فرصة لإدراك النتيجة وكأن لاعبيه لا يعلمون أن هدفاً واحداً كافي للمحافظة على آمالهم لكن يبدو وأن عقل اللاعبين كان يركز على لقاء الإياب في دوري الأبطال فتجدهم يركضون بهدوء بجانب لاعبي البرسا ولا يجهدون أنفسهم كثيراً.
في الدقيقة 76 وبعد عدة تمريرات من لاعبي البرسا على الرواق الأيمن وصلت كرة عرضية على قدم دافيد فيا الذي سددها من على بعد 10 ياردات لترتطم بالأرض فتخف سرعتها بعض الشيء ويتصدى لها بالوب.
دخول فابيانو حرك "المياه الإشبيلية الراكدة" بعض الشيء، لكن الفرص بقت غائبة تماماً عن النادي الأندلسي..
تحولت المباراة إلى تقسيمة بين الفريقين، ففابيانو ونافاس يحاولان وحدهما، ولاعبو البرسا بدأوا في الاستعراض وحتى الركلة الحرة التي حصل عليها إشبيلية في الدقيقة 80 لم يستفد منها شيئاً.
ضغط إشبيلية أكثر لكنه استمر بعيداً عن مناطق الخطورة وإن أثمر ضغطه عن إبتعاد خطورة البرسا حتى الدقيقة 85 التي هيأ فيها فيا الكرة لميسي داخل المنطقة فسدد كرة قوية في طريقها للمرمى لكنها اصطدمت بدراجو.
عاد البرسا ليتبادل الكرات وسط لعب تجاري غريب من لاعبي إشبيلية الذي شابه استسلام لفارق المستوى وسعي لتفادي الركض كثيراً وراء الكرة لكن الدقيقة 87 كادت لتخلق مشاكل للبرسا بعد تمريرة جميلة في عمق الدفاع للويس فابيانو الذي تركها لخيسوس نافاس "غير المتسلل" لكن أبيدال انزلق وأخرج الكرة قبل أن "تقع الفأس في الرأس".
وشهدت الدقيقة 88 خروج تشافي واشتراك أدريانو كوريا لنشاهد ثلاث لاعبين سابقين لإشبيلية بألوان البرسا هم داني ألفيش، سيدو كيتا وكوريا.
بعد كل هذه الدقائق المملة شاهد ساندرو روسيل رئيس برشلونة أو هاتريك لميسي في عهده بعد تمريرة من فيا لإنيستا خلف دابو ليمرر الرسام الكرة لميسي أمام المرمى الذي وضعها بيسراه هذه المرة سهلة في المرمى في الدقيقة 90 ... برشلونة 4 إشبيلية صفر ..!
ووسط أهازيج جماهير البرسا بتتويج فريقها بالبطولة عن جدارة، أنهى الحكم المباراة معلناً تكرار نتيجة آخر لقاء في الليجا بين الفريقين في الكامب نو وهي فوز البرسا برباعية نظيفة واحتفاظه بكأس السوبر الإسبانية التي حملها القائد كارلس بويول رغم عدم مشاركته في لقاءيها.