سكر في الماء يختفي
ملح في البحر يختفي
عطر في الهواء يختفي
و الملاك في النور يختفي
كلّ ما هو جميل يختفي
رغبة تدعوني لأختفي
و لكن ما عرفت أين أختفي
أو ربّما ما وجدت...
****
تثاقلت خطواتي
تباطأت دقّاتي
توقّفت ساعاتي
تضاعفت آهاتي و حسراتي
تعطّلت تخيّلاتي
ما عدت أفقه النغمات و الإشارات
رغبة تدعوني لأختفي
أأختفي في المتاهات؟
*******
أدوات الإستفهام لم تف
كيف, لم, متى و لماذا أنت في
أسئلة ملحّة لا تنتهي لا تنقضي
كأنّها أشواك في الحلق
و نار في المهد
و الأرض حمم تحرق القدم
و السماء ترمي بشرر
رغبة تدعوني لأختفي
أأختفي في الحمم أم في الظّلم ؟
******
في عالم اللاحبّ
و جسد بلا قلب
في إمبراطورية الأشواك و الأفاعي
و الأفق كثبان متصدعة منهارة
أنقّب عن قطرة ماء في واد جنّ أسطوري
أكاد أجنّ فلم أجد إلا الرماد في الأعماق
و نخلة باسقة مزّقتها العواصف
لم أر غير نمل أسود يقتات من اللاشيء
و غرابا عملاقا ينعق ينعق يأكل نعيقه
رغبة تدعوني لأختفي
أفي الضياع و الخراب أختفي؟
******
أحملق في المرآة لأرى ملامحي
فاسودّت المرآة و تشقّقت
فلم أر غير ظلّ شبح أسود
و الشمعة في كوخي كانت تحتضر
المكان مكتظّ بثاني أكسيد الكربون
و الدخان تراكم في غمامة عنيدة
أفتح الباب تكسر المفتاح المتصدّء
قفزت لعلّي أبلغ السقف و أخرقه
نبشت الأرض أبتغي نفقا
سقطت مغشيّا عليّ
و أسمع صوتا رهيبا
أبشر رغبتك تحقّقت
هنا تختفي هنا تختفي
******
أين الجزر الإستوائية
أين الورود الفردوسيّة
أين الجواري الحسان
أين الجنّة التي لم تخطر ببال
أكلّ هذه الخيرات للشيطان
فيها ينعم و فيها يختفي
أليس لي حق في حضن حنون
هنالك كنت أودّ أن أختفي.
تقبلوو تحياتي