هاتوا الحديد وسلحوا الأسوارا *** وابنوا لكل الخائنين جدارا
وإذا أردتم سلحوا أثوابكم *** وبكل عين سلحوا الأشفارا
وابنوا السدود على معابر غزة *** وانووا لها طول السنين حصارا
وإذا استطعتم أسقطوا من فوقها *** شمس السماء وبعثروا الأقمارا
ومن المجامع قرروا منع الهوا *** من أن يمس الغصن والأشجارا
ألا تمر على المقابر نسمة *** فتمس في بطن الثرى أحرارا
ألا تعيش بأرض غزة نبتة *** فتبث في أنقاضها الأزهارا
ألا تروا في ساحة قدسية *** تدعو إلى قذف العدا أحجارا
*****************
هاتوا الحديد وسلحوا أسواركم *** فلقد رأيتم مارداً جبارا
وإذا ارتعدتم بعد ذلك أشعلوا *** في نفس كل الخائفين النارا
ياغزة الأبطال ماذا في الحشا *** ماذا لديك يزلزل الأقطارا
ماذا لديك من العتاد وسره *** ماذا؟ وقد فضح العدو نهارا
ماذا لديك وقد رأى أعداؤنا *** عند القذائف بالحصى أسرارا
ماذا لديك وقد تورم كيدهم *** وجنوا به في العالمين العارا
ماذا لديك وقد توقف عقلهم *** لما رأوا من غزة الإعصارا
جمعوا الجيوش لكي يفك أسيرهم *** ولكي يفتوا العزم والإصرارا
ولكي ينالوا من " حماس " حياتها *** يستأصلون الطهر والأطهارا
وليسقطوا بالقهر حكم " هنية " *** ويحكموا من بعده الأشرارا
فاستخدموا في الرمي كل محرم *** وبرميهم ملأوا السما أمطارا
لكنهم فشلوا وخابت دولة *** قامت على نهب الحقوق جهارا
لكنهم عجزوا وخابت أمة *** قامت ترد لربها الأقدارا
تاقوا إلى سفك الدماء فأشربوا *** بالذل من كأس الردى أنهارا
ظنوا بأن الكون رهن إشارة *** فإذا المكون فوقهم قهارا
*****************
هاتوا الحديد وسلحوا أسواركم *** لاتتركوا جند اليهود حيارى
لن يهدأوا لا لن يقر قرارهم *** ستظل شاخصة لهم أبصارا
حتى يروا جدراً تؤمن خوفهم *** ويرون من بعد الجدار جدارا
واليوم وا أسفى بمصر جدارهم *** مصر التي قد هدت الأسوارا
مصر التي أهدت شقائق دربها *** روح الكفاح وبثت الأنوارا
مصر التي حظيت بكل نفيسة *** وحضارة تتجاوز الأعمارا
مصر التي سادت وساد شبابها *** لما بدا فوق التتار تتار
اليوم وا أسفى وضدك غزة *** نهضت لتركب مصرنا التيارا
شدت حبال الموت فوقك غزة *** لم ترع فيك قرابة وجوارا
ماهذه أرضي وماهي تربتي *** إني أرى غير الغبار غبارا
ماهذه أرضي ولا بكنانتي *** أرض الكنانة تلفظ الأقذارا
ماهذه بلدي وماهي بالتي *** يطوي الورى في حبها الأسفارا
ماهذه مصري وماهي بالتي *** ذكرت بوحي المرسلين مرارا
ماهذه بلدي تغير دورها *** وهل الزمان يغير الأدوارا
لاتعجبوا من مصر إن رجالها *** حين المكاره يودعوا الأغوارا