على مقهى الذاكرة أجلس..
على مقهى الذاكرة
في هذه الصورة..
وعلى هذا الكرسي المكسورأجلس..
أغمض عينيّ عن العالم
دون أن يُسدَل جفني..
أراجع ما عشتُه من حياتيعمري أنا..
نعم عمري
لكني لم أعشه!!
لم أحياه!!أهو عمري؟
فلِمَ يهرب مني
أتشبث به كالغريق
لكنه يدفعني بكل قواه
يغلق أبوابه في وجهي الشريديهرب.. ويهرب
الى تلك العقارب المتجمدة
يدحرجها من فوق جباله الشاهقة
تسقط على السفوح
ثم تصعد
وتسقط
وتصعد من جديد لتسقط
كأنفاسي العليلةعلى مقهى الذاكرة
تجالسني الأحلام الماضية
نرتشف سويا أحزاننا
وأوهامنا
وسرابَ الوجوه التي غادرتنرتشف دون أن ندري
سُمّ الأقدار
حلاوة المَرار
وما كان مذ عمرٍ
يسمى أسرارنجالس أشباح أقمارٍ ماتت
وشموسٍ انتحرت
ونرتشف أنفاساً اختنقتعلى مقهى الذاكرة
والأمطار تغسل كراسيَ
على أرصفة الأفكار
وطاولات دموع السماء عليها تنهار
تدوس أقدامُ القدرِ على وجه الحلم
وتبتر أناملُه أوراقَ الأزهارعلى مقهى الذاكرة
تنتحر الذاكرة
لتبعث من جديد
في الذاكرة
فهي لا تملك عمرا واحدا..
بل أعمارا وأعمارا!!