ينقسم الحج من حيث طبيعة المناسك وموطن الحاج إلى أنواع ثلاثة هي:
حجُ
التَّمَتُّع: ويعني أن الحاج ينوي أولاً أداء العمرة وذلك في الأيام
العشرة الأوائل من شهر ذو الحجة، ثم يحرم بها من الميقات، ويقول: (لبيك
بعُمرة)، ويتوجه الحاج بعد ذلك إلى مكة ويتم مناسك العمرة من الطواف والسعي
والتقصير، ثم يتحلل من الإِحرام،[27] ويحل له كل شيء حتى النساء، ويظل
كذلك إلى يوم الثامن من ذي الحجة فيُحرم بالحج ويؤدِّي مناسكه من الوقوف
بعرفة وطواف الإِفاضة، والسعي وسِواه،[27] فيكون قد أدى مناسك العمرة كاملة
ثم أتبعها بمناسك الحج كاملة أيضاً. ويعد حج التمتع أفضل أنواع الحج عند
الحنابلة، ويشترط لصحة التمتع أن يجمع بين العمرة والحج في سفر واحد، وفي
أشهر الحج، وفي عام واحد.[27]
حجُ القِران: ويعني أن ينوي الحاج عند
الإِحرام الحج والعمرة معاً فيقول: (لبيك بحج وعمرة)،[28] ثم يتوجه إلى مكة
ويطوف طواف القدوم، ويبقى محرمًا إلى أن يحين موعد مناسك الحج، فيؤديها
كاملة من الوقوف بعرفة، ورَمي جمرة العقبة، وسائر المناسك،[28] وليس على
الحاج أن يطوف ويَسعى مرة أخرى للعمرة بل يكفيه طواف الحج وسعيه، وذلك لما
ورد في صحيح مسلم أن رسول الله قال لعائشة: "طوافك بالبَيْت وبين الصفا
والمروة يكفيك لحجك وعُمرتك".[29] ويعد حج القِران أفضل أنواع الحج عند
الأحناف.[28]
حجُ الإفراد: ويعني أن ينوي الحاج عند الإِحرام الحج فقط
ويقول: (لبيكَ بحجٍ) ثم يتوجه إلى مكة ويطوف طواف القُدوم، ويبقى محرمًا
إلى وقت الحج، فيؤدي مناسكه من الوقوف بعرفة والمبيتِ بمزدلفة، ورمي جمرة
العقبة، وسائر المناسك،[30] حتى إذا أنهى المناسك بالتحلل الثاني خرج من
مكة وأحرم مرة أخرى بنيَّةِ العمرة - إن شاء - وأدَّى مناسكها. والإِفراد
أفضل أنواع النسك عند الشافعية والمالكية؛ لأن حجة الرسول كانت عندهم
بالإِفراد