السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين
\
\
حيث قال :
أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح
وخرج منه صبي يستغيث ويبكي وأمه خلفه تطرده حتى خرج ،
فأغلقت الباب في وجهه ودخلت البيت الذي أخرج منه ، فذهب الصبي غير بعيد
ثم وقف متفكرا !
فلم يجد له مأوى غير من يؤويه غير والدته ، فرجع مكسور القلب حزينا .
فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام ،
وخرجت أمه ، فلما رأته على تلك الحال لم تملك إلا أن رمت نفسها عليه ،
والتزمته تقبله وتبكي !
وتقول :
يا ولدي ، أين تذهب عني ؟ ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني ،
ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك .
وارادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت !
فتأملي قول الأم :
لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة
\
وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم
" الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها "
الراوي: - المحدث: ابن باز - المصدر: مجموع فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم: 152/1
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟
فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه
فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به
فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته
في الأرض المهلكة بعد اليأس منها
\
\
\
رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله: أحدنا يذنب الذنب , قال: يكتب عليه , قال: ثم يستغفر ويتوب
قال : يغفر له ويتاب عليه ,
قال: ثم يعود فيذنب، قال: يكتب عليه , قال : ثم يستغفر ويتوب
قال: يغفر له ويتاب عليه قال :ولا يمل الله حتى تملوا !
الراوي: عقبة بن عامر المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الأمالي المطلقة - الصفحة أو الرقم: 134
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح وله شاهد في الصحيحين
وقيل للحسن:
ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ؟
ثم يستغفر ثم يعود!
فقال :
( ود الشيطان لو ضفر منكم بهذه فلا تملوا من الاستغفار )
\ همسه \
إن الهلاك كل الهلاك في الإصرار على الذنوب