في سبيل فلسطين
( من روائع شاعر اليمن محمد محمود الزبيري
[*] )
مراجــل في أثيـر الشعر تضطــرم
وصيحـة في سماء الحـــق تحتدم وضجة في صمــاخ الدهر صاخبة
لهــــا بكل بـــلاد مسمـــــع وفــم نزعتهــــا عن شئـون ملؤها عبرٌ
وصغتهــا ، عـــن ضمير ملؤه ألم وللـفــؤاد أحاسيس إذا نــبــــضت
جاشت بهاالأرض وانجابت بها الظلم ما للحقائق أضحـت لا تــــلاحظها
عين ولا يأتلي عن سبقها الوهم ما للدماء التي تجـــري بساحتنا
هانت فما قــــام في إنصافنا حَكَم ما للظلوم الذي اشتدت ضراوته
في ظلمـــــنا، نتلقـــاه فنبتســـم نرى مخالبـــه من جـــــرح أمتنا
تدمي، ونسعى إليه اليوم نختصم ***
يا قـــادة العـــرب والإسلام قاطبة
قوموا فقد طال بعد الصبح نومكمُ شيدوا لنا في سموات العلى حَرما
نطــــوف حــــول ثـــرياه ونستلم متى يـــــرى الإنكليـــزيون ذمتنا
كــذمة حقها تٌرعى وتحتـــــــرم حتى متى نشتكي منهــم ونسألهم
رفع العذاب، فما رقوا ولا رحموا هم يدركون بأنا خاضعون لهــــم
من ذلنا، رغم ماجاروا وما ظلموا لا نستحــق حياة غير ما وهبـــوا
ولا ننال حقـــوقا دون ما حكموا لهــــم علينا قوانيـــن، وليس لنا
إلا الرضوخ لما قالوا وما التزموا يا للضلال، وللأوهـــام إذ هــدمت
من العقــــــــول بناء ليس ينهدم أنى يُضَــــيّع حق دونـــــه أمــــم
أبيةٌ دينهــــــــا الإقـــــدام والشمم وكيف نخشى الردى والموت شيمتنا
ونحن قـــوم على الآجال نزدحـــم إذا تناسى الأعــــادي هول نجدتنا
جئــــناهم بقلوب ملــــــؤها نقـــم وللعـــروبة أهـــــداف مقدســـــة
تقضي السماء بها واللوح والقلم ووثبة حــــــرة عليـــا تؤيـــــدها
مشيـــئة الله والأقــــــدار والقسَـم وأنفس إن تــزد همــا تزد همـــما
وإن تـذق ألما يــنهــــضْ بها الأم ***
فيا بريطانيا عودي بمخمــــصة
إن العــروبة لا شـــاء ولا نَعَـــم إن العــروبة جسم إن يئـــــن به
عضوا تداعت له الأعضاء تنتقم إن يضطَهَدْ بعضه فالكل مُضطَهد
أو يهتـــضم جزؤه فالكل مُهْتَضم أتخـــــرجون كماة العرب ويحكمُ
من أرضهــم وهم الأبطال والبهم أتشترونهــــم أنتــــم وهم نفـــــرٌ
باعــــوا نفوسهم لله واعتصمــوا كــم من دم قد سفكتم من دمائهمُ
فما استهانوا ولا ذلوا ولا ندموا وتخطبــون على هذا صداقتهـــم
حتى كأنْ ليس فيهـــم عاقل فهم هــل من صداقتـــكم للعرب أنـكمٌ
تمــزقون بمحض الغدر عهدهمُ؟ هـــل مــن حفاوتكم بالعـرب أنكم
تستعـــذبـــون بلا ذنب عذابهــمُ هيهــات ضلت عقول تبـتغي مقة
منكــم وقد جرعتها الموت كفكمُ إن الكتاب الذي جدتـــــم به ثمنا
لأرضهم ليس يكفيهم إذا اقتسمُ لم يحسبوه سوى أكفان عزتهم
نسجتموه لهم ظلما وإن رغموا إن الدماء التي سالت بمديتكـــم
لم يشفها منكم القرطاس والقلم زخارف من خداع الوعد خاوية
ما نال فيهـــا المنى إلا انتدابكمُ وكيف نرجو انتصافا في محاكمة
وقـد تمالأ فيها الخصم والحكـــم أين العــدالة يا أعداء مبدئهـــــا
منكــم إذا كان غمـط الحق دأبـكمُ إن الخـداع الذي دانت سياستكـم
به لأعظـــــم ما تشقى به الأمم ظلمتم العرب ـ للصهيون ـ ويحكمُ
أيــن الدهاءُ وأين العدل والشيم؟ أضحـى اليهـود صليبا تعبدونهمُ
دون الصليب، وإن كان العبيد همُ فلا برحتـم عبــيـدا لليهـــــود ولا
زالت سياستـكم بالـذل تنهــــــدم