الحمد لله رب الصابرين . والصلاة والسلام على خير الأنبياء وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
من قرأ القرآن بقلبه لابد أنه استوقفه هذين الموقفين :
الأول : قال الله تعالى :
( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (o) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (o) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ )
الثاني : قال الله تعالى :
( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ) إلى أن قال فرعون : ( قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ )
ففي الموقف الأول : أصبح الطهر ( الجميل ) قبيحا , وفعلهم اللواط ( القبيح ) جميلا .
وفي الموقف الثاني : منهج فرعون الكفر ( القبيح ) جميلا وهو سبيل الرشاد , ودعوة موسى التوحيد ( القبيح ) الفساد .
فكنت أقول سبحان الله أي عقول هذه تصل بها الأهواء لهذا الأمر , وأي عقل يصدق هذا ؟
ولكن لما عشت في زمننا هذا رأينا من يجمل القبيح ويقبح الجميل .
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( الجميل ) أصبح وصاية على الناس وتدخلا في الخصوصيات ( قبيحا ) .
النمص والوشم للنساء والأساور للرجال ( القبيح ) , جمالا وأناقة وموضة ومواكبة للعصر ( جميلا )
قلة الحياء والتبرج على الشاشات وتمثيل الأدوار المخزية ( القبيح) , إبداعا وإبهارا وتميز ( وأدوارا جريئة ) .
الإسلام والتمسك به ( الجميل ) , تطرفا وتشددا وإرهابا ( القبيح )
الستر والعباءة الضافية ( الجميلة ) , خيمة وتراثا ( القبيح )
والأمثلة أقل أن تحصر .
قلت في نفسي إن كان من أطلقها سيئاً في نفسه وعقله , فلا أظن عاقلا قرأ القرآن وسنة
المصطفى صلى الله عليه وسلم يصدق هذا ؟ ولكن الواقع أثبت عكس ظني .
فوالله تألمت كثيرا .
ولكن تصبرت لسببين :
الأول : أنها ليست جديدة . كما ذكرنا في الآيات .
الثاني : أن العاقبة للمتقين
ففي الموضع الأول :
( فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (o) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ )
وفي الموضوع الثاني :
قال الله تعالى : ( وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (o) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (o) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (o) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (o) فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ )
عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رءوسهم بالمعازف والمغنيات
يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير ) صحيح , ابن ماجه
ويبقى السؤال ولماذا الناس يصدقون هذا ؟
من وجهة نظري :
1. ضعف العلم الشرعي .
2. ضعف الإيمان وعدم الاهتمام بتجديده .
3. أخذ العلم من كل ضعيف العلم وعدم الاهتمام بهذا .
4. الانبهار بالثقافة الفكرية غير الإسلامية ولي موضوع بهذا ( الانبهار نقطة ضعف )
5. الإعلام المتحرر والاقتصار عليه .
6.
7.
8.
برأيكم ما هي الأسباب الباقية .