Charaf Màhboùl Dz المديـــر العام
المـزاج : الهواية : عدد المساهمات : 21326 تاريخ التسجيل : 01/09/2009 العمر : 29
بطاقة الشخصية ساعة:
| موضوع: نعمة لا نتذكرها ألا في الشدائد السبت أبريل 23, 2011 8:48 pm | |
| نعمة لا نتذكرها ألا في الشدائد
إن نعمة الأمن والاستقرار لمن أعظم النعم التي يظفر بها الإنسان فيكون آمناً على دينه أولاً ثم على وطنه ثم على نفسه وعلى ماله وولده وعرضه بل وعلى كل ما يحيط به ولا يكون ذلك إلا بالإيمان والابتعاد عن العصيان لأن الأمن مشتق من الإيمان والأمانة وهما مترابطتان . وهذه النعمة العظيمة بفقدها يزهد الإنسان في الحياة ويتمنى الموت ولا تطيب له الحياة أنها نعمة الأمن . إن نعمة الأمن فهي نعمة عظيمة من أعظم النعم تسعى الأمم إلى تحقيقها بشتى الوسائل لكي يكون الإنسان فيها أمنا على نفسه وماله وعرضه بل إن نبي الله إبراهيم سال الله الأمن قبل الرزق كما في سورة البقرة
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
وإذا فقد الإنسان الأمن لم يستقر له قرار ولم يجد لذة العيش ولم يجد لذة الشراب بل ورد في البخاري عن أبي هريرة مرفوعا ( لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه ) والسبب انه سيقع فتن وبلاء وشدة حتى يكون الموت الذي هو أعظم المصائب أهون على المرء فيتمنى الموت بسبب الشدة والبلاء نسال الله معافاته ومغفرته لان الإنسان إذا أصبح خائفا لم يتلذذ بالحياة فلا تحلو الحياة بدون امن ولا يطيب العيش بدون امن وهذه الأمم الكافرة تحاول وتبذل الجهد لتحقق الأمن عبر المخترعات العصرية وتراقب الجريمة بالأقمار الصناعية ومع ذلك لم يستطيعوا تحقيقه لان الناس إذا كفروا بالله وانتشر الفساد بينهم ولم ينكروه عمهم الله بعقاب من عنده وسلط بعضهم على بعض فهم ما بين ساكت وعاصي . عن سلمه بن عبيد الله بن محصن الأنصاري عن أبيه مرفوعا ( من أصبح منكم أمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ) وزاد البخاري في الأدب المفرد ( حيزت له الدنيا بحذافيرها )
والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان كيف يتحقق الأمن . 1ـ تحقيق الإيمان والعمل الصالح يتحقق لنا الأمن كما في قولة تعالى
(فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ )
وفي سورة النور حينما وعد الله المؤمنون (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً )
2ـ تحقيق إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما في سورة الحج ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾
فإذا أقام الناس الصلاة على الوجه المطلوب نهتهم عن الفواحش والمنكرات لا يكفي انك تصلي وإذا أدوا الزكاة كما أمر الله وواسوا بها الفقراء حصلت الألفة بين إفراد المجتمع وذهب الحسد والبغضاء بينهم لكن مع انتشار الفقر والحاجة تنتشر بينهم إمراض القلوب . وإذا أقاموا شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سلمِ وامن الفتن وتفرقة الأمة لان الله عز وجل قال :
( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون )
لان ترك الأمر بالمعروف سبب للفرقة لذلك قال بعدها
( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) لان ترك الأمر بالمعروف سبب للفرقة لان الناس يتركون الدعاة الذين على أبواب جهنم يحققوا مأربهم من الاختلاط و وتهوين أمر الحجاب ونشر الرذيلة لذلك يجب الأخذ على أيدي دعاة الضلالة والأخذ على يد السفيه العاصي وأطره على الحق أطرا حتى لاتغرق السفينة وإذا تركوا فالله يقول
(وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) بل تصيب الساكت والعاصي.
3 ـ إقامة الحدود لان الناس إذا علموا أنها تقام عليهم الحدود ارتدعوا . وفي الحديث عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( إقامة حد من حدود الله خير من مطر أربعين ليلة في بلاد الله عز وجل ...) 4 ـشكر النعم فإذا شكرت زادت وشكرها استعمالها في طاعة الله وإذا كفرت ذهبت وكفرها استغلالها في المعاصي وإذا بقيت فهي استدراج للعبد وقد ذكر الله عن القرية التي يأتيها رزقها رغدا من كل مكان ولكن قال عز وجل (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ )
وجاءت الشريعة لحفظ المصالح وتفويت المفاسد، ويكون جرم الذنب واستعظامه على حسب ما يقع به من مفاسد وأضرار، لذلك لا يُعرف ـ في أصول الشريعة الإسلامية ـ من المصالح أو المقاصد التي يجب مراعاتها والحفاظ عليها بعد حفظ الدين مثل: مصلحة حفظ بنيان الإنسان المسلم، وعدم إزهاق روحه من غير حق، وكذلك لا تعرف مفسدة في تشريع الإسلام أشد من قتل النفس التي حرم الله من غير حق . وقد تكاثرت النصوص لتأكيد هذه الحقيقة، وهذا من المعلوم من الدين بالضرورة، ولا يتصور الجهل فيه، ولذلك يجب الضرب بيدٍ من حديد على فاعل هذا الفعل بتطبيق حكم الله فيه، وليشهد عذابه الناس، ليردع كل من تُسوِّل له نفسه بذلك، وفى الوقت ذاته يجب معالجة الأسباب التي تقود بعض الناس إلى هذه الجرائم .فإن هناك خطأً جسيمًا يرتكبه بعض مَنْ يُعالج القضية: و أنه في أكثر الظروف تُعالج الأعراض والظواهر، وتترك الأسباب التي أفضت إلى ظهور المرض، فلا يقدم إلا مسكنات في حلوله، وإن كانت قاسية في أكثر الأحيان، وتظل الفتنة مستورة، متى أُتيحت الفرصة لظهورها مرة أخرى في ظروف ملائمة لظهرت بصورة أشد؛ لأن من يعالج الموضوع لم يعالج أسباب المشكلة معالجة موضوعية، واكتفى بمحاولة ردع الجاني أو مَنْ حامت حوله شبه الجناية، وإنه يجب ألا نغض الطرف عن الحقائق، فندُس رءوسنا في الرمال، وبقية الجسد الكبير ظاهر للعيان، ظانين أننا أصبحنا في مأمن؛ فالأمن يتحقق بعلاج أسباب عدمه، وتوفير أسبابه . ثم أنظر الى هذا الحديث الشريف :عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ- يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، وَيَقُولُ: (مَا أَطْيَبَكِ، وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ، وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ، مَالِهِ، وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْرًا) وورد عنه صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمارق من الدين التارك للجماعة) فهنا يتبين لنا أن من أعظم المعاصي والذنوب في الإسلام قاتل النفس وتارك الجماعة . خلاصة الأمر إذا حققنا الإيمان والعمل الصالح فلنا الأمن في الدنيا والأمن في الآخرة وان أبينا فسنته الله لاتحابي أحدا ومهما احتاط العبد فان الله سيأتيهم من حيثوا لم يحتسبوا ( ولكم في اليابان عبره )وإذا فقدنا نعمة الأمن بالمعاصي فلا قيمة للحياة حتى ولو حزنا على الدنيا كلها . فتقوا عباد الله وخذوا على أيدي العصاة وأنكروا المنكرات حتى لاتغرق السفينة على أيدي دعاة أبواب جهنم وأيدي المفسدين في الأرض الذين يدسون الفتن و يفرقون الأمة من أجل مصالحهم الخاصة .
استيقظوا وقولوا : اللهم رد كيد العدو في نحره وألف بين قلوبنا وأحفظ علينا بلادنا وأمنَا وآمنا في أوطاننا وهيىء لنا ولحكامنا ولشعوبنا من أمرنا وأمرهم رشدا ..
| |
|
حسام إدارة ســــابقا
المـزاج : الهواية : عدد المساهمات : 2838 تاريخ التسجيل : 26/12/2010 العمر : 31
بطاقة الشخصية ساعة:
| موضوع: رد: نعمة لا نتذكرها ألا في الشدائد السبت أبريل 23, 2011 9:38 pm | |
| عندك الحق خو بارك الله فيك | |
|