كان إبراهيم بن أدهم (رحمه الله ) يسير في الطريق فوجد رجلاً على قارعة الطريق مقطوع الأطراف ، به جذام ، جلده متناثر ، أعمى لا يرى ، وفي حالة رثة ، والناس يمرون يضعون الطعام في فمه إشفاقاً عليه ،،،، فأخذ إبراهيم يتأمل فيه ...فإذا بالرجل يقول : " الحمد لله على نعمه العظيمة وعطاياه الجسيمة "،، عندها ..ألقى ابراهيم بن أدهم عليه السلام .. فرد عليه : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا ابراهيم . فسأله إبراهيم : كيف عرفتني؟ فقال : ما جهلت شيئاً منذ عرفت الله ،، فسأله : ماذا كنت تقول آنفاً ؟! قال : كنت أقول : " الحمد لله على نعمه العظيمة وعطاياه الجزيلة " إبراهيم : ما الذي جرى لأطرافك؟ .. الرجل : بُترت ، إبراهيم : ما الذي على جلدك ؟ .. الرجل : الجـُذام ، إبراهيم : فأين بصرك؟ .. الرجل : كُفَّ ، إبراهيم : فأين بيتك؟ .. الرجل : قارعة الطريق التي تراني عليها، إبراهيم : من أين تأكل؟ ..الرجل : من الرزق الذي يسوقه الله لي على أيدي خلقه ؛ نعمة منه ، عندها سأله إبراهيم : فأين النعم العظيمة والعطايا الجسيمة يا هذا ؟ قال الرجل: يا ابراهيم.. ألم يُبق لي لساناً ذاكراً وقلباً شاكراً !! ردّ إبراهيم : بلى ، فقال الرجل : فأي نعمة أكبر من هذه ؟!
فما ألذّ السعادة.. حين تشرق الروح بالأنوار . .
وتتألّق بفيوضات بالأسرار . .
خلق الله العباد . . من روح وجسد . .
الجسد من تراب.. .سعادته فيما يصلحه من طعام وشراب وصحة وعافية