Charaf Màhboùl Dz المديـــر العام
المـزاج : الهواية : عدد المساهمات : 21326 تاريخ التسجيل : 01/09/2009 العمر : 29
بطاقة الشخصية ساعة:
| موضوع: شاب عادى فى اسرة عادية ومجتمع عادى الجمعة مايو 13, 2011 12:17 pm | |
| [b] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصة رجل "عادي" وُلد في ظروف "عاديه" في بيت "عادي" من بيوت المسلمين "العاديين" نشأ في بيئه "عاديه" وعاش طفوله "عاديه" وأتم تعليمه "العادي" وكان والداه يعاملانه معامله "عاديه" عاش هذا الرجل "العادي" حتى وصل لمرحلة المراهقه "العاديه" وبدأ يعرف الطريق الى ارتكاب المعاصي "الغير عاديه" ولكن في المجتمع "العادي" تكون هذه الامور "عاديه" ولأن فِكر صاحبنا "عادي" فلم يكترث وظل يتنقل بين الظروف "العاديه" يشرب من وحل بيئته وَحْلاً في التصورات والافكار والمفاهيم والمحبوبات والمكروهات والمألوفات
ومن اصحابه "العاديين" زميل الدراسه وجار البيت والزميله واخت الزميله وبنت الجيران والمدرس والمدرسه ومن الفاظ الشوارع وصور الجرائد والمجلات وحُب الاذاعه والتلفزيون شرب صاحبنا وَحْلاً يُغرق وجه اعالم بأكمله
فنشأ صاحبنا في هذه الظروف "العاديه" وفي فوران الشباب زادت المعاصي "الغير عاديه " عن حدها ويتلفت صاحبنا و هو في الظُلمه الظلماء فلا يرى حوله إلا ظلاما في ظلام
والتطور الطبيعي للمعاصي مع صحبة السوء من تخميس سيجاره الى حشوها بالبانجو الى حتة حشيش الى شمة هيروين وصل صاحبنا بسهوله الى كأس خمر على انغام الموسيقى وسط الاجساد العاريه
وبعد ارتكاب الموبقات والفواحش بدأ صاحبنا "العادي" يشكو أن الاحوال أصبحت "غير عاديه" فالصداع مزمن والالتهاب الحاد في الشُعب الهوائيه والشعور الدائم بالإختناق وضيق الصدر وتكسير المفاصل بعد السفريات الطويله من الساحل البحري الى .. الى الشاطئ الفلاني يا قلبي فاحزن ولأن صاحبنا شخص "عادي" وقد رباه والداه "تربيه عاديه "ظل يدفن رأسه في الرمال "بكره تعدي وينصلح الحال .. بسيطه .. ولا يهمك .. كل الشباب مروا بهذه الفتره " نموذج "عادي" لتربيه بيت من بيوت المسلمين "العاديين "
وفجأه في لحظه "غيرعاديه" كان صاحبنا يرجع مُترنحا في جوف الليل يهيم على وججه لا يديى الى اين يسير ولا كيف يتوجه ولا ماذا يفعل ؟حُطام انسان ((صار جسده قبراً لقلبه ))) يبحث هذا المسكين "العادي" بالبحث عن شيء لكنه لا يعرفه ..ويتمنى شيئا لكنه لا يتصوره ويشتهي امراً ليس له تفاصيل في خاطره يريد ان يبكي فلا يستطيع يتمنى ان يجد من يستمع اليه ولكنه لا يعرف الى من يلجأ [size=25]!!!!إنه يريد أحدا ان يحتضنه ويضمه لكن غير الاحضان "العاديه" التى اعتادها يريد ان يأوي الى مكان طاهر نظيف يحتمى به من الوحوش الكاسره داخله وحوله في تلك الليله أصر على ألا يعود الى البيت وبينما هو يسير إذ سمع آذان الفجر فاضطربت جوانحه وامتلكت جسده كله رعشه فجرى حتى لا يسقط .. فإذا به يصطدم بشخص فيطرحه على الارض وحين افاق من هول المفاجاه قام صاحبنا الشاب العادي ومد يده المهزوزه الملوثه بآخر سيجاره ليُساعد هذا الراقد الذي طرحه أرضا وهو يردي ان يعتذر ولكن كأن لسانه قد اختفى فجاه فلما استتم الرجل واقفا ظل كل منهما يحملق في الىخر ودارت في الراس الافكار والظنون ؟؟ يقول الشاب في نفسه دون ان ينطق .. من هذا ؟ ارى النور في وجهه أهو ملك من السماء؟ ما هذه الرائحه الجميله أهي طيب من الجنه ؟ ملابسه تشع نورا ؟؟ وفي ذات الوقت قال الشيخ في نفسه .. ما هذا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم !! اهذا شيطان رائحه كريهه !!و سواد تحت العينين سواد في الشفتين سوادا في الانف سكسوكه صغيره وشعر كأنما مقص طفل عبث به فبعثره هنا وهناك وملابس مساخيط لا تدل على جنسه أولد أم بنت ؟؟ وهنا يقطع الشاب صوت الصمت الرهيب بصوت مرتعش فيقول أنا آسف يا عم الشيخ .. أفاق الشيخ وخرج من حديث عقله وقال له من أنت ؟؟ وذهل صاحبنا من السؤال العادي وكأنه مفاجاه وظل يتمتم وقال له من أنا ؟؟ صحيح والله من أنا ؟؟والله لا اعرف من انا !! قال له الشاب انا مسكين انا .. قال له الشيخ ومد له يده الى اين يا بنى ؟ قال الشاب انا لا ادرى؟؟ في كلام كالهذيان مد الشيخ يده وقال لشاب هل تأتي معي ؟ تعال الى ملاذ التائهين ومأوى الضائعين وضالة الحائرين !! تعال الى بيت الله لماذا لا تُصلي؟ تعال هيا بنا لصلاة الفجر .. تسمرت قدما الشاب وفغر فاه وتحول الى تمثال من ثلج وسار مع الشيخ كانه مسلوب الاراده والشيخ يجره جرا ..حتى وصل لباب المسجد وهنا بهره النور ووقعت عيناه على الركع السجود واذا بلوحة كبيره معلقه في وجه الباب لمح بها كلمة (الله ) ثم بقية الآيه "يهدي الله لنوره من يشاء "
ويلوح الصراع بداخله أأدخل بيت الله بكل هذه القاذورات التى بداخلي وتراءت كل معاصيه وكل مآسي السنين خطايا واخطاء وصور فيتات اغواهم وابوين اغضبهم ودموعهم وحسراتهم ورأى صُحبة السوء ووقفت امام عينيه السيجاره والكأس و أوراق الكوتشينه وشاشة السينما والزنا والرقص !! وتحولت عتبة المسجد الى سد منيع يحول بين القذاره والطهاره .. فثار فيه السؤال .. هل استطيع تخطي كل هذه .. هل استطيع التخلي عن كل هذا ؟؟ وصرخ امام الحاح الشيخ بالدخول .. خرجت صرخه .. لا لا استطيع (( كم واحد منا داخله هذا الشعور وهذا الهروب في بداياته ))
وفجاه ينزع الولد يده من يد الشيخ الممدوده ويجرى خارجا وينطلق لذلك الظلام مرة اخرى .. ويسير هائما على وجهه حتى يصل لبيته ويدخل حجرته ويدفن رأسه في وسادته ويظل منهارا يسترجع تلك الاحداث ويصورها كأنها ومضه نور سطعت في ظلمات حالكه ويبدأ في رحلة بحث داخليه واسترجاع لاحداث مرت به ولم يتنبه لها اصحابه الذين سقطوا في الطريق منهم من مات على معصيه اثناء تعاطى للمخدر او من مات فجاة وهي نائمه ومن تمزقت اشلائهم في حوادث سيارات بشعه وغيرهم ظلت الصور تتراءى امامه من مات ومن بالمستشفى للعلاج من الادمان ومن بالسجن فانتفض يسأل نفسه وماذا انتظر ؟ هل انتظر لأكون ضحيه مثلهم وهل سأظل على طريقهم حتى يصيبنى ما أصابهم ؟
ثم جفت دموعه واستجمع قوته وقال لابد من ان اغير حياتي هذه لابد من الهروب من المستقبل المظلم واستعان بالله .. يا ربّ يا ربّ وكالعاده جاء أصحابه " العاديين " وخرج معهم ولكن هذه المره كان ساهما شاردا لا يضحك على نكاتهم "العاديه" ولا يشارك في قفشاتهم بل كان وااااجم لم يفارقه وجه ذلك الرجل الطيب وظل كلما التفت تفاجئه صورته مادا يده " استعن بالله ستقدر" فجاه انتفض قائما .. استاذن فتشبث به شياطين الانس " ما بك " وحاولا ان يثنوه عن الذهاب ولكنه اصر وذهب لمنزله ولقى اباه المُحبط خيرا يا بنى هذا شيء غير عادي ما الذي أتى بك باكرا؟ واحتضن الابن اباه باكيا وهو يقول سأغير هذا الانسان "العادي "
وانطلق الى غرفته وانتقى ملابس واغتسل كانما ما اغتسل في حياته يمحو عار السنين يغسل الوحل الي سقا جسدا طالما عصى الله أحس انه يتطهر وظل يغسل وجهها ويتشهد ويرجو رحمة من السماء وعدّل من شكله وخرج الى امه منكسا رأسه وهو يتمتم سامحينى يا امى اين السجاده؟ وبكت الام وهي تدعو له بالهدايه
وقبل ان يؤذن للفجر خرج الشاب الذي تحول الى انسان "غير عادي " يبحث عن الشيخ في طريقه للمسجد ولما رآه ارتمى في احضانه وهو يمرغ وجهه في لحيته ويقول ادع لي يا عم الشيخ .. فرح الشيخ به وهو يرى لمعانا جديدا في عينيه وقال له لبّيْت نداء الرحمن: أحببتنا فأحببناك وعصيتنا فأمهلناك وتركتنا فتركناك وإن عُدت الينا قبِلناك
وقال الشاب : احسست ببؤرة نور انبثقت بداخلي أرجو من الله الا تنطفئ ويتملكنى شعور جميل أرجو ألا يضيع منى ابدا ودخل المسجد وصلى الصبح مع الناس وقد ملأت السعاده جوانبه حتى ليكاد ينفجر
لأول مره يشعر بالسعاده الحقيقيه رجفة في القلب ورعشة في الجسم وانبهار يملأ العينين فرحه تغمره لأول مره يسمع القرآن وهو يُتلى عليه والآيات تغزو قلبه وعقله وسمعه وشعوره أحسها برداً وسلاما لأول مره يشعر بالمهابة تملأ قلبه وهو يضع اليد اليمنى على اليسرى على صدره وهو قائم يصلى في سكون وثبات وتركيز فكر .. لأول مره يشعر بالسعاده وان له قلبا يدق أحس انه ليس على الارض بل في ملكوت علوي جميل وحين الركوع شعر ان روحه هي التى تقول سبحان ربّ العظيم احس بالخضوع للعظمه وأحس بمعنة القُرب عند السجود وبكى ودعى بصدق ومن قلبه أحب الصلاه واستمتع بكل ثانية فيها واحس بمعنى النعيم الحقيقي الروحي والسعاده القلبيه وعندما سلم الإمام رجع الى آخر المسجد والقى على الحائط برأسه وهو يقول اين كنت من هذا النعيم ؟ واقبل عليه الشيخ يربت عليه ويمسح على راسه وسأله الشاب هل يمكن ان اتغير واتعتقد اني سأستمر؟ هل لي من توبه ؟ وكثير من الاسئله ؟؟ والشيخ يهز برأسه نعم نعم .. وفي كل مره كانه يفتح طاقة من النور داخل قلب الشاب ويهدم ماضي السنين وسال الشاب كيف أبدا ماذا اصنع الآن ؟ رد الشيخ : تقول معي الاذكار وتتعلم القرآن والتزم الشاب وصار في بيئته "العاديه" انسان "غير عادي " وواظب على المسجد وصحب الشيخ ليل نهار ونبتت لحيته وتغيرت هيئته وشِلته
ومرت شهور وسنين والشاب ملتزم ولكنه كان يشعر بين الحين والحين ان هناك خطا ما .. خصوصا عندما يرى تسهيل المعاصي الجديده والوسائل التكنولوجيه الحديثه من انترنت ودش وسي دي فكان نفسه كانت تحت لتلك المعاصي فتذكره أحيانا بلذاتها فإذا تذكرت نفسه خشية الله تعلقت نفسه بالرجاء احيانا يجد نفسه تدندن اغنية يسمعها او يسترجع أحداثا ومشاعر مرت به او او ثم يفيق فيسترجع ويحوقل ويجتهد ويتوب مره ومرات ثم لا يلبث ان يسقط ويتراجع ناهيك عن الفتور العجيبه التى تطول وتقصر ومعصٍ فاقتراف كبائر او اغتراف من اللمم تقل وتكثُر يجد تعجباً يجد نفسه احيانا في قمة الالتزام والخشوع والإخبات والخشيه ورقة القلب وإسبال الدمعه وأحيانا اخرى يجد نفسه فجاة مُتلهفاً على المعاصي هائماً على وجهه في الغفله .. تستصعب عليه الطاعات وتثقل عليه المهام مع قسوة في القلب وتحجر في العين !!!
وما يزعجه انه يحب الدين ويريد الخير ولكن النفس الاماره تنازعهدوما وهو يخشى الهبوط المُفاجئ .. ان تزهق روحه على غير شيء يجلس فترات ساهما يقلب الكف بالكف وهو يقول " مالي يا ربّ ؟؟" وهنا يتنبه الشاب الملتزم انه اكتسى ثوباً جميلاً طاهرا ناصعا في ظاهره ولكن الوحل الذي شربه في جاهليته ما زال يسود باطنه واجترار هذا الوحل يحصل بين الحين والحين ووجوده بداخله يثقل كاهله إنها رواسب السنين ومآسي الذكريات تُثيرها كلمة عابره او لمحة رآها في مكان
فعرف صاحبنا انه لابد من التخلص من هذه الرواسب السيئه رواسب الجاهليه
من كتاب قصة الالتزام والتخلص من رواسب الجاهلية للشيخ محمد حسين يعقوب
الكتاب ده راااااااااااااائع انصحكم اخوتى بقراءته
ربنا يجعله فى ميزان حسنات شيخنا الجليل [/size][/b] | |
|