بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله سيدنا محمد و على آله و صحبه و من والاه
على الله نتوكل و به نستعين
**
على بركة الله نبدأ هذا العمل الذي أسأل الله العلي العظيم أن يبارك فيه و يجعله خالصا لوجهه الكريم
و أن يجعل فيه الخير لكل من يقرأ كلماته
و خير ما أبدأ به قول الله جلا و علا في قرآنه العظيم:
بسم الله الرحمان الرحيم:
“كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ.. “سورة آل عمران آية 110.
و إنني لأحسب أنه ما من مسلم مؤمن يقرأ هذه الآية الكريمة إلا و تكبر فيه العزة بالإسلام و النخوة بدينه العظيم
كيف لا و قد من عليه المنان بأن جعله منتميا لأمة من خير الأمم التي مرت على وجه الأرض أمة سيد الخلق و المرسلين و حبيب رب العالمين سيدنا محمد خاتم الأنبياء و المرسلين
أجل ..كنا خير أمة أخرجت للناس عصر الجاهلية لتخرجهم من الظلمات إلى النور ..
خير أمة لأنها تضمنت أجمل خلق الله الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام و آله الكرام و أصحابه الأفاضل
خير أمة لأنهم التزموا بماء جاء في كتاب الله و قدسوا كتابه و عظموا سلطانه و كانوا لدينه “دين الإسلام” من الحماة العظام
كانوا خير أمة لأنهم اعتزوا بالإسلام فأعزهم الله ..و استنصروا الله فنصرهم..و استهدوا بالله فهداهم
هتفوا بأعلى أصواتهم “لا إله إلا الله” ، حاربوا الجهل ، قاوموا الظلم، و اتقوا الله حق تقاته
إذن فقد استمسكوا بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها ..تمسكوا بحبل الله الذي لا ينقطع
لأجل كل ذلك كانوا “خير أمة أخرجت للناس“
جاءهم الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم ينير دروبهم و يضيئ طريقهم إلى الحق و يقوي إيمانهم و يزين حياتهم
فما كانوا عنه معرضين بل كانوا بقدوته راضين قانعين غير ساخطين
قال الله تعالى لهم “و إنه لعلى خلق عظيم “(القلم:4) فآمنوا به
و قال لهم حبيهم صلى الله عليه و سلم “إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ” فاستبشروا
إذن ..فالهدف واضح و الغاية جلية:
“لأتمم مكارم الاخلاق”
فالخلق سر حياة الفرد ..إن حسنت نجا و إن غير ذلك فالله المستعان
و ابتدأ المسير في قافلة الخير على يد الحبيب محمد
و انطلقت الرحلة يقودها المصطفى بصحبة الأخيار من آله و صحابته
رحلة قااسية حالكة لولا نور النبوة كان يضيء لهم ذاك الدرب الصعب
و تستمر الرحلة ..و هاهو المدرسة المحمدية ما زالت تفتح أبوابها لتستقبل الأخيار
و هاهم أولئك الذين اختاروا لقلوبهم طريق النور يسيرون على خطاه و يحتمون بحمى الله و حماه
**
و ها نحن اليوم ماولنا نردد “كنتم خير أمة أخرجت للناس” ..
نرددها بقلوب حية و أخرى تصارع الموت
نعم..فاليوم مازلنا نحن “أمة الإسلام” و لكن أين الإسلام منا؟؟
اليوم..أترانا ضيعنا الدرب الذي سلكته تلك القافلة المباركة أم أن الخطى مازالت تبحث عن نفسها في هذه الصحراء ؟؟
اليوم نردد كلما قرأنا كتاب الله “كنتم خير أمة أخرجت للناس” و نتساءل هل نحن الآن حقا كذلك؟؟
و لكن الإجابة تأبى إلا أن تفرض نفسها
أجل ..إننا كذلك و سنضل كذلك ..لولا أن بعض الركب قد تخلف عن القافلة
و لولا ان البعض قد تعب من شقاء الرحلة
و لولا أن آخرين قد راق لهم درب آخر
و لكننا سنسعى إلى ان نجمع شمل القافلة من جديد
سنسعى إلى أن نجمع شمل الامة و نعيد أولئك الذين حادوا عن الدرب المنير
و كل ذلك فقط بالاستنداد الى “النور المحمدي”
فلن نبتعد عن المدرسة المحمدية و سنكون نعم التلاميذ النجباء
و سنحفظ الدرس ليفخر بنا المعلم و نتنهي الرحلة على خير
لنلقى في آخر المطاف المعلم بأحسن حال و على خير الاوصاف
*
*
*
*
كيف سننزل هذه السلسلة ؟
تحتوي هذه السلسلة على ثلاث محاور أساسية كبرى:
لنعد في أخلاقنا
لنعد في معاملاتنا
لنعد في عبادتنا
**
سيتم إن شاء الله التطرق إليها مرحلة بمرحلة
كل مرحلة تشمل مواضيع معينة
مثال:
سنبدأ بـ:
محور :
لنعد في أخلاقنا الذي ينقسم إلى عدة مواضيع: الصدق - الحياء - الإيثار - العزم…
و ضمانا لحسن ترتيبها سوف يتم تحديد مدة معينة ( ثلاث أيام) لكل منها لتحليلها ثم ننتقل للموضوع الذي يليه
إلى أن نفرغ من المحور الأول
ثم ننتقل إلى المحور الثاني: لنعد في معاملاتنا التي ستشمل بإذن الله مواضيع متعلقة بـ : التجارة - طلب العلم - العمل - الترفيه
و كلذك الحال بالنسبة إلى تنظيمها
ليتم الوصول أخيرا إلى المحور الأخير: لنعد في عبادتنا
و لقد عمدت إلى تركه الأخير في تناولنا لأنه و حسب رأيي أنه عبادتنا ستكون أجمل بعد ما نجمل أخلاقنا و معاملاتنا
و سيتناول بدوره عدة عبادات : الصلاة - الصيام- الطهارة …
ليقع التطرق إليها واحدة بواحدة طوال مدة معينة من الوقت.
**
و هكذا تكون هذه السلسلة قد بدأت ترى النور
و نكون نحن معها قد بدأنا التغيير في ذواتنا
يا إخوة الإيمان:
“إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم”
أريد فقط يا إخوة الإيمان أن أؤكد على شيء
لنساعد بعضنا البعض لكي نتغير أو لنقل : لكي نكون أفضل
فصدقا لا نريد أن يكون هذا حبرا على ورق أو كلاما تذهب مع الأيام
و لا نريد بذلك أن نكون ممن يقال فيهم : يقولون ما لا يفعلون
التغيير سيحصل إن شاء الله
فقط لنبدأ