منتديات جزائر سكوب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات جزائر سكوب


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» aadl 2013 يخارون مواقع لسكناتهم
سلسلة تفسير الأحاديث الأربعون للإمام النووي Emptyمن طرف Admin الثلاثاء يونيو 30, 2020 4:04 am

» الألعاب الإلكترونية.. ترخيص بالقتل Electronic games .. License to kill
سلسلة تفسير الأحاديث الأربعون للإمام النووي Emptyمن طرف sogood الخميس مايو 02, 2019 8:13 pm

» تعمل على تطوير كاميرات الأكشن Develops action cameras
سلسلة تفسير الأحاديث الأربعون للإمام النووي Emptyمن طرف sogood الخميس مايو 02, 2019 8:09 pm

» أفضل تطبيقات الأندرويد 2019 The best Android applications
سلسلة تفسير الأحاديث الأربعون للإمام النووي Emptyمن طرف sogood الخميس مايو 02, 2019 8:06 pm

» ابيات شعريه قصيره
سلسلة تفسير الأحاديث الأربعون للإمام النووي Emptyمن طرف sogood الأربعاء مارس 20, 2019 5:16 am

» برنامج توصيل التليفون بالكمبيوتر 2018_Download Samsung Smart Switch
سلسلة تفسير الأحاديث الأربعون للإمام النووي Emptyمن طرف sogood الأربعاء مارس 20, 2019 2:31 am

» تاتطور تقنية التليفون المحمول وتتدرّج في حياتنا لتأخذ موضع العديد من الأشياء التي اعتدنا على استخدامها.ا
سلسلة تفسير الأحاديث الأربعون للإمام النووي Emptyمن طرف sogood الثلاثاء فبراير 05, 2019 1:38 am

» ساعات الرضاعة للعاملات
سلسلة تفسير الأحاديث الأربعون للإمام النووي Emptyمن طرف Ǯ'rǿrŷ Śhe Ðãrǿrŷ الأربعاء يناير 02, 2019 3:23 am

» المتواجدون الان اين هم الان
سلسلة تفسير الأحاديث الأربعون للإمام النووي Emptyمن طرف Admin السبت يوليو 07, 2018 11:39 pm

» لا بيع ولا شراء بسبب حملة "خليها تصدي" والقرارات الأخيرة ستعيد تنظيم السوق
سلسلة تفسير الأحاديث الأربعون للإمام النووي Emptyمن طرف milla1 الجمعة أبريل 27, 2018 2:39 am

معلومات
اسم العضو كلمة المرور تذكرنــي؟

 

 سلسلة تفسير الأحاديث الأربعون للإمام النووي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Charaf Màhboùl Dz
المديـــر العام
 المديـــر  العام
Charaf Màhboùl Dz


المـزاج : وحيدة
الهواية : سلسلة تفسير الأحاديث الأربعون للإمام النووي Readin10
عدد المساهمات : 21326
تاريخ التسجيل : 01/09/2009
العمر : 29
<b>sms</b> أحبُ منْ يُحبنيْ ~ ولكنيْ أأأعشقُ منْ يهتمُ بيْ

بطاقة الشخصية
ساعة:

سلسلة تفسير الأحاديث الأربعون للإمام النووي Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة تفسير الأحاديث الأربعون للإمام النووي   سلسلة تفسير الأحاديث الأربعون للإمام النووي Emptyالسبت أبريل 30, 2011 2:16 pm

الحديث السادس:

الحَلالُ والحَرَام

عَنْ أبي عَبْدِ اللهِ النُّعْمَانِ بْنِ
بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ : سمعتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه
وسلم يَقُولُ: " إن الْحَلالَ بَيِّنٌ وَإنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ
وَبَيْنَهُما أمور مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثيِرٌ مِنَ الناسِ،
فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ
وَقَعَ في الشَّبُهاتِ وَقَعَ في الْحَرَامِ، كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ
الْحِمَى يُوشِك أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلا وَإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمىً
أَلا وَإنَّ حِمَى الله مَحَارِمُه، أَلا وَإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إذَا
صَلَحَتْ صَلَحً الْجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ
كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْب" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

مفردات الحديث:

" بَيِّن ": ظاهر .

" مُشْتَبِهَات ": جمع مشتبه، وهو المشكل؛ لما فيه من عدم الوضوح في الحل والحرمة.

" لا يَعْلَمُهُنَّ ": لا يعلم حكمها.

" اتَّقَى الشُّبُهَاتِ ":ابتعد عنها، وجعل بينه وبين كل شبهة أو مشكلة وقاية.

" اسْتَبْرَأَ
لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ ": طلب البراءة أو حصل عليها لعرضه من الطعن ولدينه
من النقص، وأشار بذلك إلى ما يتعلق بالناس وما يتعلق بالله عز وجل.

" الْحِمَى": المحمي، وهو المحظور على غير مالكه.

" أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ": أن تأكل منه ماشيته وتقيم فيه.

" مضغة ": قطعة من اللحم قدر ما يُمضغ في الفم.

المعنى العام :

الحلال بَيِّن والحرام بَيِّن، وبينهما
أمور مشتبهات: معناه أن الأشياء ثلاثة أقسام : حلال واضح، لا يخفى حله،
كأكل الخبز، والكلام، والمشي، وغير ذلك.. وحرام واضح؛ كالخمر والزنا،
ونحوهما.. وأما المشتبهات: فمعناه أنها ليست بواضحة الحل والحرمة، ولهذا لا
يعرفها كثير من الناس، وأما العلماء فيعرفون حكمها بنص أو قياس، فإذا تردد
الشيء بين الحل والحرمة ولم يكن نص ولا إجماع اجتهد فيه المجتهد، فألحقه
بأحدهما بالدليل الشرعي.

ومن الورع ترك الشبهات مثل عدم معاملة إنسان في ماله شبهة أو خالط ماله الربا، أو الإكثار من مباحات تركها أولى .

أما ما يصل إلى درجة الوسوسة من تحريم
الأمر البعيد فليس من المشتبهات المطلوب تركها، ومثال ذلك: ترك النكاح من
نساء في بلد كبير خوفاً من أن يكون له فيها محرم، وترك استعمال ماء في
فلاة، لجواز تنجسه.. فهذا ليس بورع، بل وسوسة شيطانية.

وقال الحسن البصري: ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام.

وروى عن ابن عمر أنه قال: إني لأحب أن أدع بيني وبين الحرام سترة من الحلال لا أخرقها.

لكل ملك حمى،
وإن حمى الله في أرضه محارمه : الغرض من ذكر هذا المثل هو التنبيه بالشاهد
على الغائب وبالمحسوس على المجرد، فإن ملوك العرب كانت تحمي مراعي
لمواشيها وتتوعد من يقربها، والخائف من عقوبة الملك يبتعد بماشيته خوف
الوقوع، وغير الخائف يتقرب منها ويرعى في جوارها وجوانبها، فلا يلبث أن يقع
فيها من غير اختياره، فيعاقب على ذلك.

ولله سبحانه في أرضه حمى، وهي المعاصي
والمحرمات، فمن ارتكب منها شيئاً استحق عقاب الله في الدنيا والآخرة، ومن
اقترب منها بالدخول في الشبهات يوشك أن يقع في المحرمات.

صلاح القلب: يتوقف
صلاح الجسد على صلاح القلب؛ لأنه أهم عضو في جسم الإنسان، وهذا لا خلاف
فيه من الناحية التشريحية والطبية، ومن المُسَلَّم به أن القلب هو مصدر
الحياة المشاهدة للإنسان، وطالما هو سليم يضخ الدم بانتظام إلى جميع أعضاء
الجسم، فالإنسان بخير وعافية.

والمراد من الحديث صلاح القلب المعنوي، والمقصود منه صلاح النفس من داخلها حيث لا يطلع عليها أحد إلا الله تعالى، وهي السريرة.

صلاح القلب في ستة أشياء قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السَّحَر، ومجالسة الصالحين. وأكل الحلال .

والقلب السليم هو عنوان الفوز عند الله عز وجل، قال تعالى: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88-89].

ويلزم من صلاح حركات القلب صلاح الجوارح،
فإذا كان القلب صالحاً ليس فيه إلا إرادة ما يريده الله، لم تنبعث الجوارح
إلا فيما يريده الله، فسارعت إلى ما فيه رضاه وكفت عما يكره، وعما يخشى أن
يكون مما يكرهه وإن لم يتيقن ذلك.

يفيد الحديث : الحث على فعل الحلال، واجتناب الحرام، وترك الشبهات، والاحتياط للدين والعرض، وعدم تعاطي الأمور الموجبة لسوء الظن والوقوع في المحظور.

الدعوة إلى إصلاح القوة العاقلة، وإصلاح النفس من داخلها وهو إصلاح القلب.

سد الذرائع إلى المحرمات، وتحريم الوسائل إليها.

الحديث السابع:

الدِّينُ النَّصِيحَةُ



عن أبي رُقَيَّةَ تَمِيمِ بنِ
أوْسٍ الدَّارِيِّ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم
قالَ:"الدِّينُ النَّصِيحَةُ". قُلْنَا: لِمَنْ ؟ قالَ: "للهِ،
ولِكِتَابِهِ، ولِرَسُولِهِ، ولِلأَئِمةِ المُسْلِمِينَ، وعامَّتِهِمْ"
رواه مسلم.

أهمية الحديث:

هذا الحديث من جوامع الكَلِم التي اختص
الله بها رسولنا صلى الله عليه وسلم، فهو عبارة عن كلمات موجزة اشتملت على
معانٍ كثيرة وفوائد جليلة، حتى إننا نجد سائر السنن وأحكام الشريعة أصولاً
وفروعاً داخلةً تحته، ولذا قال العلماء: هذا الحديث عليه مدار الإسلام.

مفردات الحديثَ:

المراد بالدين هنا: الإسلام والإيمان والإحسان .

"النصيحة":كلمة يعبَّر بها عن إرادة الخير للمنصوح له.

"أئمة المسلمين": حُكَّامهم.

"عامتهم": سائر المسلمين غير الحكام.

المعنى العام:

1- النصيحة لله:
وتكون بالإيمان بالله تعالى، ونفي الشريك عنه، وترك الإلحاد في صفاته،
ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها، وتنزيهه سبحانه وتعالى عن جميع النقائص،
والإخلاص في عبادته، والقيام بطاعته وتَجَنُّب معصيته، والحب والبغض فيه،
وموالاة من أطاعه، ومعاداة من عصاه. والتزام المسلم لهذا في أقواله وأفعاله
يعود بالنفع عليه في الدنيا والآخرة، لأنه سبحانه وتعالى غني عن نصح
الناصحين.

2- النصيحة لكتاب الله: وتكون بالإيمان بالكتب السماوية المنزَّلة كلها من عند الله تعالى، والإيمان بأن هذا القرآن خاتم لها وشاهد عليها.

وتكون نصيحة المسلم لكتاب ربه عز وجل:

أ- بقراءته وحفظه، لأن في قراءته طهارةً
للنفس وزيادة للتقوى. روى مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا
القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه". وأما حفظ كتاب الله تعالى
في الصدور، ففيه إعمار القلوب بنور خاص من عند الله.

روى أبو داود والترمذي عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارْتَقِ، ورتِّل كما كنت ترتل في
الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها".

ب- بترتيله وتحسين الصوت بقراءته.

ج- بتدبر معانيه، وتفهُّم آياته.

د- بتعليمه للأجيال المسلمة، روى البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "خيرُكم من تعلم القرآن وعلّمه".

هـ- بالتفقه والعمل، فلا خير في قراءة لا فقه فيها، ولا خير في فقه لا عمل به.

3- النصيحة لرسول الله: وتكون بتصديق رسالته والإيمان بجميع ما جاء من قرآن وسنة، كما تكون بمحبته وطاعته {قلْ إنْ كُنتم تُحِبُّونَ الله فاتَّبعُوني يُحببْكُم اللهُ} [آل عمران: 31] {مَنْ يُطعِ الرسولَ فقد أطاعَ اللهَ}
[النساء:80]. والنصح لرسول الله بعد موته، يقتضي من المسلمين أن يقرؤوا
سيرته في بيوتهم، وأن يتخلقوا بأخلاقه صلى الله عليه وسلم ويتأدبوا بآدابه،
ويلتزموا سنته بالقول والعمل، وأن ينفوا عنها تُهَمَ الأعداء والمغرضين.

4- النصيحة لأئمة المسلمين: وأئمة المسلمين إما أن يكونوا الحكام أو من ينوب عنهم، وإما أن يكونوا العلماء والمصلحين.

فأما حكام المسلمين فيجب أن يكونوا من المسلمين، حتى تجب طاعتهم، قال تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:
59]، ونصيحتنا لهم أن نحب صلاحهم ورشدهم وعدلهم، لا أن نحبهم لأشخاصهم،
ونصيحتنا لهم أن نعينهم على الحق ونطيعهم فيه ونُذَكِّرهم به، وننبههم
برفقٍ وحكمةٍ ولُطف، فإنه لا خير في أمة لا تنصح لحاكمها، ولا تقول للظالم:
أنت ظالم، ولا خير في حاكم يستذل شعبه ويكمُّ أفواه الناصحين، ويصمُّ
أذنيه عن سماع كلمة الحق.

وأما العلماء المصلحون، فإن مسؤوليتهم في
النصح لكتاب الله وسنة رسوله كبيرة، وتقتضي رد الأهواء المضلة، ومسؤوليتهم
في نصح الحكام ودعوتهم إلى الحكم بكتاب الله وسنة رسوله أكبر وأعظم،
وسيحاسبهم الله إن هم أغرَوا الحاكم بالتمادي في ظلمه وغيه بمديحهم الكاذب،
وجعلوا من أنفسهم أبواقاً للحكام ومطية لهم، ونصحنا لهم أن نذكرهم بهذه
المسؤولية الملقاة على عاتقهم.

5- النصيحة لعامة المسلمين: وذلك
بإرشادهم لمصالحهم في أمر آخرتهم ودنياهم، ومما يؤسف له أن المسلمين قد
تهاونوا في القيام بحق نصح بعضهم بعضاً وخاصة فيما يقدمونه لآخرتهم،
وقَصَرُوا جل اهتماماتهم على مصالح الدنيا وزخارفها .. ويجب أن لا تقتصر
النصيحة على القول، بل يجب أن تتعدى ذلك إلى العمل.

6- أعظم أنواع النصيحة: ومن
أعظم أنواع النصح بين المسلمين : أن ينصح لمن استشاره في أمره، قال النبي
صلى الله عليه وسلم: "إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له"، ومن أعظم أنواعه
أن ينصح أخاه في غيبته، وذلك بنصرته والدفاع عنه، لأن النصح في الغيب يدل
على صدق الناصح، قال صلى الله عليه وسلم: "إن من حق المسلم على المسلم أن
ينصح له إذا غاب".

وقال الفُضَيْل بن عِيَاض: ما أدرك عندنا
من أدرك بكثرة الصلاة والصيام، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة
الصدور والنُّصْح للأمة.

أدب النصيحة:
وإن من أدب النصح في الإسلام أن ينصح المسلم أخاه المسلم ويعظه سراً، وقال
الفضيل بن عياض: المؤمن يستر وينصح، والفاجر يَهْتِك ويُعَيِّر.

يستفاد من الحديث:

- أن النصيحة دِينٌ وإسلام، وأن الدِّين يقع على العمل كما يقع على القول.

- النصيحة فرض كفاية، يجزى فيه مَن قام به ويسقط عن الباقين.

- النصيحة
لازمة على قدر الطاقة إذا علم الناصح أنه يُقْبَلُ نُصْحُه، ويُطاع أمره،
وأَمِنَ على نفسه المكروه، فإن خشي على نفسه أذىً فهو في سَعَة.

الحديث الثامن:

حُرْمةُ المُسلِم

عن ابنِ عُمَرَ
رضي الله عنهما أنَّ رسُوَل الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُمِرْت أَنْ
أُقاتِلَ النَّاسَ حتى يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وأنَّ محمداً
رسوُل اللهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاَةَ، ويُؤتُوا الزَّكاةَ، فإذا فَعَلوا
ذَلِكَ عَصَموا منِّي دِماءَهُمْ وأمْوَالَهُمْ إلا بِحَقِّ الإِسْلامِ،
وحِسابُهُم على اللهِ تعالى". رواه البخاري ومسلم.

أهمية الحديث:

هذا الحديث عظيم جداً لاشتماله على
المهمات من قواعد دين الإِسلام وهي: الشهادة مع التصديق الجازم بأنْ لا إله
إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة على الوجه المأمور به،
ودفع الزكاة إلى مستحقيها.

مفردات الحديث:

"أُمرت": أمرني الله تعالى.

"الناس": هم عبدة الأوثان والمشركون.

"يقيموا الصلاة": يأتوا بها على الوجه المأمور به، أو يداوموا عليها.

"يؤتوا الزكاة": يدفعوها إلى مستحقيها.

"عصموا": حَفِظُوا ومنعوا.

"وحسابهم على الله": حساب بواطنهم وصدق قلوبهم على الله تعالى، لأنه سبحانه هو المطلع على ما فيها.

المعنى العام:

هل الاقتصار على النطق بالشهادتين كافٍ لعصمة النفس والمال؟

من الثابت أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يَقبل مِن كل مَن جاءه يُريد الإِسلام الشهادتين فقط، وَيْعصِم
دمه بذلك ويجعله مسلماً.

ففي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله
عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا :
لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقها،
وحسابه على الله عز وجل"، وفي رواية لمسلم: "حتى يشهدوا أن لا إله إلا
الله ويؤمنوا بي وبما جئتُ به".

فإن مجرد النطق بالشهادتينَ يْعصِم الإنسان ويصبح مسلماً، فإن أقام الصلاة وآتى الزكاة بعد إسلامه، فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم.

وحكم من ترك جميعَ أركان الإسلام إذا كانوا جماعة ولهم قوة، أن يُقَاتَلوا عليها، كما يُقَاتَلون على ترك الصلاة والزكاة.

الإيمان المطلوب:
وفي الحديث دلالة ظاهرة، أن الإيمان المطلوب هو التصديق الجازم، والاعتقاد
بأركان الإسلام من غير تردد، وأما معرفة أدلة المتكلمين والتوصل إلى
الإيمان بالله بها، فهي غير واجبة، وليست شرطاً في صحة الإيمان، وهذا رسول
الله صلى الله عليه وسلم في حديثه هذا، وفي غيره من الأحاديث،يكتفي
بالتصديق بما جاء به، ولم يشترط معرفة الدليل.

"إلا بحقها":
من هذا الحق إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، ومن العلماء من استنبط منه فعل
الصيام، ومن حقها أن يُقْتَل المسلم إذا ارتكب محرَّماً يُوجب القتل، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يَحِلُّ دمُ امرئٍ مسلم يشهد أن لا
إله إلا الله وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث : الثَّيِّبُ الزاني، والنفس
بالنفس، والتارك لِدِينِهِ المفارق للجماعة".

"وحسابهم على الله" :
فالله سبحانه وتعالى يعلم السرائر ويحاسب عليها، فإن كان مؤمناً صادقاً
أدخله الجنة، وإن كان كاذباً مرائياً بإسلامه فإنه منافق في الدَّرْكِ
الأسفل من النار. أما في الدنيا فإن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم
التذكير، وفي البخاري ومسلم قال صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد: "إني
لم أؤمر أن أُنَقِّب عن قلوب الناس، ولا أَشُقّ بطونهم".

- ويرشدنا الحديث إلى وجوب قتال عبدة الأوثان حتى يُسْلِموا.

- دماء المسلمين وأموالهم مصونة إلا عند مخالفة الشرع.

الحديث التاسع:

الأَخذُ باليَسير وَتَركُ التَعْسِير

الطاعة وعدم التعنت سبيل النجاة



عن أبي هُرَيْرةَ عَبْدِ الرَّحمنِ
بنِ صَخْرٍ رضي الله عنه قال : سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ: "ما نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجتَنبوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ
فأتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فإنَّما أَهْلَكَ الَّذينَ مِنْ
قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ واخْتلاُفُهُمْ على أَنْبِيَائِهِمْ"
رَواهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ.

أهمية الحديث

إن هذا الحديث ذو أهمية بالغة وفوائد جلى، تجعله جديراً بالحفظ والبحث:

وهو من قواعد الإسلام المهمة، ومن جوامع
الكَلِم التي أعطيها صلى الله عليه وسلم، ويدخل فيه ما لا يحصى من الأحكام.
وهو حديث عظيم من قواعد الدين وأركان الإسلام، فينبغي حفظه والاعتناء به.

سبب الورود:

سبب ورود هذا الحديث ما رواه مسلم في
صحيحة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال : "أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحجّوا". فقال رجل : أَكُلَّ
عام يا رسول الله ؟. فسكت، حتى قالها ثلاثاً، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :"لو قلتُ نعم لوجبت، ولما استطعتم". ثم قال: "ذروني ما تركتكم،
فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم
بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه".

وورد أن السائل هو الأقرع بن حابس رضي الله عنه.

مفردات الحديث:

"نهيتكم عنه": طلبت منكم الكَفَّ عن فعله، والنهي: المَنْع.

"فاجتنبوه": أي اتركوه.

"فأتوا": فافعلوا.

"ما استطعتم": ما قدرتم عليه وتيسر لكم فعله دون كبير مشقة.

"أهلك": صار سبب الهلاك.

"كثرة مسائلهم": أسئلتهم الكثيرة، لا سيما فيما لا حاجة إليه ولا ضرورة.

المعنى العام:

"ما نهيتكم عنه فاجتنبوه": لقد ورد النهي في كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعان عدة، والمراد به هنا التحريم والكراهة:

  • · نهي التحريم:


من أمثلة ذلك: النهي عن الزنا وشرب الخمر وأكل الربا والسرقة وقتل النفس بغير حق.

فمثل هذه المنهيات يجب اجتنابها دفعة
واحدة، ولا يجوز للمُكَلَّف فعل شيء منها، إلا إذا ألجأته إلى ذلك ضرورة،
بقيود وشروط بيّنها شرع الله تعالى المحكم.

- نهي الكراهة:

ومن أمثلة ذلك: النهي عن أكل البصل أو الثوم النِّيْئ، لمن أراد حضور صلاة الجمعة أو الجماعة.

فمثل هذه المنهيات يجوز فعلها، سواء دعت إلى ذلك ضرورة أم لا، وإن كان الأليق بحال المسلم التقي اجتنابها، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

الضرورات تبيح المحظورات:

قد يقع المسلم في ظروف تضطره إلى فعل
المحرم، وتلجئه إلى إتيان المحظور، وإن هو امتنع عن ذلك ألقى بنفسه إلى
التهلكة. وهنا نجد شرع الله تعالى الحكيم، يخفف عن العباد، ويبيح لهم في
هذه الحالة فعل ما كان محظوراً في الأحوال العادية، ويرفع عنهم المؤاخذه
والإثم. قال الله تعالى: {فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 173].

ومن أمثلة ذلك: إباحة أكل الميتة لمن فقد
الطعام ولم يقدر على غيرها، ولكن مما ينبغي التنبيه إليه، هو ما يقع فيه
الكثير من الناس، عندما يأخذون هذه القاعدة على إطلاقها، دون تحديد لمعنى
الضرورة، وحتى لا يقع المكلفون في هذا الخطأ، نجد الفقهاء حدَّدوا معنى
الضرورة: بما يجعل الإنسان في خطر يهدده بالموت، أو بإتلاف عضو من أعضائه،
أو زيادة مرض، ونحو ذلك مما يتعذر معه قيام مصالح الحياة، أو يجعلها في
مشقة وعسر لا يُحتمل. وفي الوقت نفسه حدّدوا مدى الإباحة بما يندفع به
الخطر، ويزول به الاضطرار، فوضعوا هذه القاعدة: (الضرورة تُقَدَّرُ
بَقْدرِها). أخذاً من قوله تعالى: {غير باغ ولا عاد} أي غير قاصد للمخالفة والمعصية، وغير متعد حدود ما يدفع عنه الاضطرار.

فمن اضطر لأكل الميتة ليس له أن يمتلئ
منها أو يدخر، ومن اضطر أن يسرق لِيُطْعِم عياله ليس له أن يأخذ ما يزيد عن
حاجة يوم وليلة، وليس من الاضطرار في شيء التوسع في الدنيا، وتحصيل
الكماليات، فمن كان ذا رأسمال قليل ليس مضطراً للتعامل بالربا ليوسع
تجارته.

ومن كان له علاقات مع الناس، ليس مضطراً
لأن يجلس معهم على موائد الخمر ويسكت عن منكرهم. ومن كانت ذات زوج متهاون،
ليست مضطرة لأن تخلع لباس الحشمة وجلباب الحياء، فتترك الآداب الشرعية
ولباس المؤمنات، لتحصل على إعجابه ورضاه.

المشقة تجلب التيسير: من
المعلوم أن شرع الله عز وجل يهدف إلى تحقيق السعادة المطلقة للإنسان، في
كلٍّ مِن دنياه وآخرته، ولذلك جاء بالتيسير على العباد ورفع الحرج عنهم،
قال الله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ}[البقرة: 185]. وقال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]. وقال صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الدِّينَ يُسْرٌ .. يَسِّروا ولا تعسروا" أخرجه البخاري.

حدود المشقة التي تستدعي التيسير:

فهناك نوع من المشقة ملازم للتكاليف
الشرعية، لا تنفك عنه في حال من أحوالها، لأنه من طبيعة التكليف، فمثل هذا
النوع من المشقة لا أثر له في إسقاط الواجبات أو تخفيفها.

فليس لأحد أن يُفْطر في رمضان لشعوره بشدة
الجوع، كما أنه ليس لأحد قَدَرَ على نفقات الحج، وهو صحيح البدن، أن لا
يحج، لما في الحج من مشقة السفر والبعد عن الأهل والوطن!!

وهناك نوع من مشقة ليس من طبيعة التكليف،
ويمكن أن تنفك عنه الواجبات في كثير من أحوالها، بل هو من الأمور الطارئة
والعارضة، والزائدة عن القدر الذي تقتضيه التكاليف في الظروف العادية، وهذا
النوع من المشقة على مرتين:

المرتبة الأولى: توقع المكلف في عسر وضيق
خفيفين، كالسفر القصير والمرض الخفيف وفوات المنافع المادية، فمثل هذه
المشقة لا أثر لها أيضاً في التزام الواجبات.

المرتبة الثانية: مشقة زائدة، تهدد المكلف
بخطر في نفسه أو ماله أو عرضه، كمن قدر على الحج مثلاً، وعلم أن في الطريق
قطاع طرق، أو خاف من إنسان يترقب غيابه ليسرق ماله أو يعتدي على أهله،
ونحو ذلك، مما يعتبر حرجاً وضيقاً، في عرف ذوي العقل والدين. فمثل هذه
المشقة هي المعتبرة شرعاً، وهي التي تؤثر في التكاليف، وتوجب الإسقاط
أحياناً أو التخفيف.

التشديد في اجتناب المنهيات واستئصال جذور الفساد:

يسعى شرع الله عز وجل دائماً للحيلولة دون
وقوع الشر، أو بزوغ بذور الفساد، ولذا نجد الاهتمامبأمر المنهيات ربما كان
أبلغ من الاهتمام بالمأمورات، ولا يعني ذلك التساهل بالمأمورات، وإنما
التشديد في اجتناب المنهيات عامة، والمحرمات على وجه الخصوص، لأن نهي
الشارع الحكيم لم يَرِد إلا لما في المنهي عنه من فساد أكيد وضرر محتم،
ولذا لم يُعْذَر أحد بارتكاب شيء من المحرمات، إلا حال الضرورة الملجِئة
والحاجة المُلِحَّة،على ما قد علمت.

ومن هنا يتبين خطأ مسلك الكثير من
المسلمين، لا سيما في هذه الأزمنة، التي شاع فيها التناقض في حياة الناس،
عندما تجدهم يحرصون على فعل الطاعة والواجب، وربما تشددوا في التزام
المندوب والمستحب، بينما تجدهم يتساهلون في المنهيات، وربما قارفوا الكثير
من المحرمات، فنجد الصائم يتعامل بالربا، والحاجّة المزكية تخرج سافرة
متبرجة، متعذرين بمسايرة الزمن وموافقة الركب. وهذا خلاف ما تقرر في شرع
الله الحكيم، من أن أصل العبادة اجتناب ما حرم الله عز وجل، وطريق النجاة
مجاهدة النفس والهوى، وحملها على ترك المنهيات، وأن ثواب ذلك يفوق الكثير
من ثواب فعل الواجبات. فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اتق
المحارِمَ تَكُنْ أَعَبَدَ الناس". رواه الترمذي. وهذه عائشة رضي الله عنها
تقول: من سَّره أن يَسبِقَ الدائب المجتهد فليَكُفّ عن الذنوب. وهذا عمر
ابن الخطاب رضي الله عنه يُسأل عن قوم يشتهون المعصية ولا يعملون بها،
فيقول: أولئك قوم امتحن الله قلوبهم للتقوى، لهم مغفرة وأجر عظيم.

وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى:
ليست التقوى قيام الليل وصيام النهار والتخليط فيما بين ذلك، ولكن التقوى
أداء ما افترض الله وترك ما حرم الله، فإن كان مع ذلك عمل فهو خير إلى خير.

من أسباب هلاك الأمم:

لقد بين الرسول الكريم صلوات الله وسلامه
عليه، أن من أسباب هلاك الأمم وشق عصاها وتلاشي قوتها واستحقاقها عذاب
الاستئصال - أحياناً - أمرين اثنين هما:

كثرة السؤال والتكلف فيه، والاختلاف في الأمور وعدم التزام شرع الله عز وجل.

لقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه
عامة أن يكثروا عليه من الأسئلة، خشية أن يكون ذلك سبباً في إثقالهم
بالتكاليف، وسداً لباب التنَطُّع والتكلف والاشتغال بما لا يعني، والسؤال
عما لا نفع فيه إن لم تكن مضرة، روى البخاري عن المغيرة بن شعبة رضي الله
عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال،
وإضاعة المال.

السؤال وحكمه:

إن السؤال على أنواع: مطلوب ومنهيٌّ عنه:

أ- أما المطلوب شرعاً، فهو على درجات:

فرض عين على كل مسلم : بمعنى أنه لا يجوز
لمسلم تركه والسكوت عنه، وهو السؤال عما يجهله من أمور الدين وأحكام الشرع،
مما يجب عليه فعله ويطالَب بأدائه، كأحكام الطهارة والصلاة إذا بلغ،
وأحكام الصوم إذا أدرك رمضان وكان صحيحاً مقيماً، وأحكام الزكاة والحج إذا
ملك المال أو كان لديه استطاعة، وأحكام البيع والشراء والمعاملات إذا كان
يعمل بالتجارة، وأحكام الزواج وما يتعلق به لمن أراد الزواج، ونحو ذلك مما
يسأل عنه المكلف، وفي هذا يقول الله تعالى:

{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]. وعليه حمل ما رواه البيهقي في "شعب الإيمان"، من قوله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".

فرض كفاية : بمعنى أنه لا يجب على كل
مسلم، بل يكفي أن يقوم به بعضهم، وهو السؤال للتوسع في الفقه بالدين،
ومعرفة أحكام الشرع وما يتعلق بها، لا للعمل وحده، بل ليكون هناك حَفَظَة
لدين الله عز وجل، يقومون بالفتوى والقضاء، ويحملون لواء الدعوة إلى الله
تعالى.

وفي هذا يقول الله تعالى: {وَمَا
كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ
فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا
قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ
} [التوبة: 122].

مندوب: معنى أنه يستحب للمسلم أن يسأل عنه، وذلك مثل السؤال عن أعمال البِرِّ والقربات الزائدة عن الفرائض.

ب- سؤال منهي عنه، وهو على درجات أيضاً:

حرام: أي يأثم المكلف به، ومن ذلك:

- السؤال عما
أخفاه الله تعالى عن عباده ولم يُطلعهم عليه، وأخبر أن علمه خاص به سبحانه،
كالسؤال عن وقت قيام الساعة، وعن حقيقة الروح وماهيتها، وعن سر القضاء
والقدر، ونحو ذلك.

- السؤال على وجه العبث والتعنت والاستهزاء.

- سؤال المعجزات، وطلب خوارق العادات عناداً وتعنتاً، أو إزعاجاً وإرباكاً، كما كان يفعل المشركون وأهل الكتاب.

- السؤال عن
الأغاليط: روى أحمد وأبو داود: عن معاوية رضي الله عنه: أن النبي صلى الله
عليه وسلم نهى عن الغلوطات، وهي المسائل التي يغالَط بها العلماء ليزِلّوا
فيها، فيهيج بذلك شر وفتنة، وإنما نهى عنها لأنها غير نافعة في الدين.

- السؤال عما لا يحتاج إليه، وليس في الجواب عنه فائدة عملية، وربما كان في الجواب ما يسوء السائل.

- السؤال عما
سكت عنه الشرع من الحلال والحرام، ولم يبين فيه طلباً أو نهياً، فإن السؤال
عنه ربما كان سبباً للتكليف به مع التشديد فيه، فيترتب على ذلك وقوع
المسلمين في حرج ومشقة، كان السائل سبباً فيها، وهذا في زمن نزول الوحي.

والذي يتعين على المسلم أن يهتم به ويعتني
هو: أن يبحث عما جاء عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم يجتهد في
فهم ذلك والوقوف على معانيه، فإن كان من الأمور العلمية صدق به واعتقده،
وإن كان من الأمور العملية بذل وسعه في الاجتهاد في فعل ما يستطيعه من
الأوامر واجتناب ما ينهى عنه، فمن فعل ذلك حصل السعادة في الدنيا والنجاة
في الآخرة.

التحذير من الاختلاف والحث على الوحدة والاتفاق:

لقد وصف الله تعالى الجماعة المسلمة والفئة المؤمنة بأنها أُمَّة واحدة، فقال سبحانه:

{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِي} [الأنبياء:
92]. فينبغي على المسلمين أن يحرصوا على هذه الوحدة، حتى يكونوا قوة
متماسكة أمام قوى الشر والبغي والكفر المتكاثرة. ولقد حذرنا الله تعالى
ورسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم أشد التحذير من الاختلاف، وكذلك يقرر
القرآن أن هذا شأن الذين كفروا من أهل الكتاب، قال تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105].

إن من أهم الأسباب التي تفرق الأمة وتشتت شملها أن يُفْتَحَ عليها باب الجدل في العلم والمِراء في الدين، فتختلف في الأساس.

والبلية كل البلية أن يكون الحامل على
الاختلاف في الدين المصالح والأهواء، والعناد والبغي، ولذا نجد كتاب الله
تعالى يخرج أمثال هؤلاء الناس الذين يُثيرون الخلاف في الدين ويريدون أن
يجعلوا المسلمين شِيَعاً وفرقاً وأحزاباً، نجده يخرجهم من دائرة الإسلام،
ويبرئ منهم نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم فيقول: {إِنَّ
الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي
شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا
كَانُوا يَفْعَلُونَ
} [الأنعام:
159]. والخطر إنما يكمن في هذا النوع من الاختلاف، الذي لا يحتكم إلى
برهان ولا ينصاع إلى حجة، وهذا الاختلاف هو الذي كان سبب هلاك الأمم، وإليه
يشير رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : "إنما أهلك الذين من قبلكم
كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم".

أما الخلاف الناشئ عن دليل، ويستند إلى
أصل، فليس هو المقصود في الباب، لأنه خلاف في الفروع وليس في الأصول، وخلاف
ليس من شأنه أن يحدث الفرقة والشتات في صفوف الأمة، بل هو عنوان مرونة
التشريع وحرية الرأي فيه ضمن قواعده وأسسه.



الحديث العاشر:

الحَلال الطَّيِّبُ شَرطُ القَبول

عن أبي هُرَيْرَةَ
رَضي اللهُ عنه قال: قاَل رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : "إنَ الله
طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلا طَيِّباً، وإنَّ الله أَمَرَ المُؤمِنينَ بِمَا
أَمَرَ به المُرْسَلينَ فقال تعالى: {يا أَيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيَّباتِ واعمَلُوا صالحاً}[المؤمنون: 51] وقال تعالى: {يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ}[البقرة:
172] ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُل يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ
يَدَيْهِ إلى السَّماءِ يا رَبُّ يا رَبُّ، ومَطْعَمُهُ حَرَامٌ،
ومَشْربُهُ حَرَامٌ، وغُذِّيَ بالحَرَامِ، فأَنَّى يُسْتَجَابُ لهُ".
رَوَاهُ مُسْلمٌ.

أهمية الحديث:

هذا
الحديث من الأحاديث التي عليها قواعد الإسلام ومباني الأحكام، وعليه
العمدة في تناول الحلال وتجنب الحرام، وما أعمَّ نفعه وأعظمه في إيجاد
المجتمع المؤمن الذي يحبُّ فيه الفرد لأخيه ما يحب لنفسه، يكره لأخيه ما
يكره لنفسه، ويقف عند حدود الشرع مكتفياً بالحلال المبارك الطيب، فيحيا هو
وغيره في طمأنينة ورخاء.

مفردات الحديث:

"إن الله طيب": أي طاهر منزه عن النقائص.

"لا يقبل إلا طيباً": لا يقبل من الأعمال والأموال إلا ما كان خالصاً من المفسدة، أو حلالاً.

"أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين": سوَّى بينهم في الخطاب بوجوب أكل الحلال.

"أشعث": جَعْد شعر الرأس لعدم تمشيطه.

"أغبر": غَيَّر الغبار لون شعره لطول سفره في الطاعات كحج وجهاد.

"يمد يديه إلى السماء": يرفع يديه إلى السماء داعياً وسائلاً الله تعالى.

"فأنى يُستجاب له": كيف ومن أين يُستجاب لمن كانت هذه صفته.

المعنى العام:

1- الطيب المقبول: يشمل الأعمال والأموال والأقوال والاعتقادات:

فهو سبحانه وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان طيباً طاهراً من المفسدات كلها كالرياء والعجب.

ولا يقبل من الأموال إلا ما كان طيباً حلالاً.

ولا يصعد إليه من الكلام إلا ما كان طيباً، قال الله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}[فاطر: 10].

والمؤمن
كله طيب قلبه ولسانه وجسده بما يسكن في قلبه من الإيمان، وظهر على لسانه
من الذكر، وعلى جوارحه من الأعمال الصالحة التي هي ثمرة الإيمان.

كيف يكون العمل مقبولاً طيباً: إن
من أعظم ما يجعل عمل المؤمن طيباً مقبولاً طِيْبُ مَطْعَمِه وحِلّهِ، وفي
الحديث دليل على أن العمل لا يُقبل إلا بأكل الحلال، وأن الحرام يُفسد
العمل ويمنع قَبوله.

وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال الله تعالى: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً}وقال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}. ومعنى هذا أن الرسل وأممهم مأمورون بالأكل من الطيبات التي هي الحلال وبالعمل الصالح.

"لا يقبل إلا طيباً" فالمقصود هنا نفي الكمال المستوجب للأجر والثواب في هذه الأعمال، مع أنها مقبولة من حيث سقوط الفرض بها من الذمة.

كيف يخرج المسلم من الحرام: يتخلص المسلم من المال الحرام بعد العجز عن معرفة صاحبه أو العثور عليه بالتصدق به، والأجر لمالكه.

أسباب إجابة الدعاء:

إطالة
السفر: ومجرد السفر يقتضي إجابة الدعاء، فقد روى أبو داود وابن ماجه
والترمذي من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث دعوات
مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده".
والانكسار من أعظم أسباب إجابة الدعاء.

مد
اليدين إلى السماء: وهو من آداب الدعاء، روى الإمام أحمد عن النبي صلى
الله عليه وسلم: "إن الله تعالى حَيِيٌّ كريم، يستحي إذا رفع الرجلُ إليه
يديه أن يَرُدَّهما صفراً خائبتين".

الإلحاح على الله عز وجل: وذلك بتكرير ذكر ربوبيته سبحانه وتعالى.

ما يمنع إجابة الدعاء: أشار صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى أن التوسع في الحرام أكلاً وشرباً ولبساً وتغذية يمنع إجابة الدعاء.

ما يستفاد من الحديث: يرشد الحديث إلى الحث على الإنفاق من الحلال، والنهي عن الإنفاق من غيره.

أن من أراد الدعاء لزمه أن يعتني بالحلال في مأكله وملبسه حتى يُقبل دعاؤه.

يَقْبَل الله من المؤمنين الإنفاق من الطيب ويُنَمِّيه، ويُبَارِك لهم فيه.

من شرح النّووي على صحيح مسلم لشرف الدين النّووي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسلة تفسير الأحاديث الأربعون للإمام النووي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  رساله هامه جد اً لكل : صفحة لتيسير البحث عن الأحاديث وصحتها وضعفها
»  سلسلة مفاتيح
» تفسير القران
» تفسير سورة الكافرون
»  تفسير سورة الفاتحة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جزائر سكوب :: ( المنتدياتنا ) :: المنتدى العام-
انتقل الى: