قلمي مسئوليتي .. به تعلو هِمَّتي ، وترتفعُ هامتي .
قلمي مسئوليتي .. لا يستطيعُ أحدٌ أخذَه مِنِّي ، ولا أتصوَّرُ أبدًا غيابَه عَنِّي .
قلمي مسئوليتي .. في كُلِّ مكانٍ يُلازمُني ، وفي كُلِّ مُناسبةٍ لا يُفارقنُي .
قلمي مسئوليتي .. صديقي وقتَ ضيقي ، ورفيقي الحقيقي .
قلمي مسئوليتي .. لا يَمَلُّني ، ولا ينتقدني ، ولا يُبغضني ، ولا يُثَبِّطني .. وقتما أريده أجده .. لا يعتذرُ عن مُقابلتي ، ولا يسأمُ مِن مُجالستي .
قلمي مسئوليتي .. عليه أُحاسَبُ يومَ القِيامة ، يومَ يَرى كُلُّ إنسانٍ عمله أمامَه .
القلم : سِـلاحٌ ذُو حَـدَّيْن ؛ يُستخدَمُ إمَّا في الخير ، وإمَّا في الشَّر .. فمَن عَرَفَ أهميتَه ، وأدرك قيمتَه ، واستخدمه في الخير ، عاد عليه بالثواب والأجر ، ومَن تغافل عن ذلك ، واستخدمه في الشَّر ، عاد عليه بالذنب والوِزْر .
إنَّنا مسئولون عن أقلامنا ، ومُحاسَبون على كُلِّ ما تَخُطُّه .. ومع دخولنا للشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) ، تكونُ أقلامُنا في حركةٍ دائمة ، قد يصعبُ إيقافُها ، فكُلُّ يومٍ هُناك الجديدُ والجديد ، مِمَّا يحتاجُ للتنبيه أو التوضيح .. لكنْ : مَن مِنَّا نظرت إلى قلمها نظرةً فاحِصَةً لترى ماذا تفعل ؟! ولتُراقِب ماذا تكتب ؟! مَن مِنَّا طرأ على خاطرها أنَّ قلمَها قد يكونُ سببًا في عذابها في الآخرة وشقائها في الدُّنيا ؟! أو سببًا لسعادتها في الدُّنيا والآخِرة ؟! مَن مِنَّا عرفت لقلمها قيمَتَه ؟! وأدركت غايتَه ؟! مَن مِنَّا أدركت خُطورةَ ما قد يكتُبه القلم ؟! مُجَرَّد أنْ نُمْسِكَ بالورقةِ والقلم ونكتب ما يحلو لنا ..! مُجَرَّد أنْ ندخلَ للشبكةِ العنكبوتية ونتصفَّح المُنتديات ونرد على ما يستوقفُنا من مواضيع ..!
أكثر الأقلام تتحرَّكُ بلا عِلمٍ وبلا هدف .
فكُلُّ ما يكتبه قلمي مَسئولةٌ أنا عنه ، إنْ خيرًا فخير ، وإنْ شَرَّاً فشر .. الخيرُ في ميزان حسناتي ، والشَّر ..!.. واليـدُ مسئولةٌ مُستنطَقَة ، ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ النور/24 .
وبمرور الأيام يمـوتُ المـرءُ ويَجِفُّ قلمُه ، لكنْ يبقى ما سَطَّره ، تجري عليه حسناتُه ، أو تُضاعَفُ له به سيئاتُه ..
وَمَا مِنْ كاتبٍ إلاَّ سيفنى :: ويُبقي الدَّهْرُ ما كتبت يداهُ فلا تكتبْ بكَفِّكَ غيرَ شئٍ :: يَسُرُّكَ في القيامةِ أنْ تراهُ
وبما أنَّ القلمَ أمانة ، ومسئوليةٌ كبيرة ، وبما أنَّنا مُحاسَبون على كُلِّ ما يَخُطُّه ، كيف نستفيدُ مِنه ؟ كيف نجعل أقلامَنا تتحرَّكُ بما يُكتَبُ في موازين حسناتنا ؟
الأمـرُ سهلٌ يسير ... لا بُـدَّ مِن توجيـه القلـم .. توجيهـه الوِجْهَـةَ الصحيحـة .. فالقلمُ لا يُحَرِّكُ نفسه ، ولا يكتبُ ما يشاء ، بل نحنُ المُتحكِّمون فيه ، والمُوجِّهونُ له ، والكاتبون به .. فلنُوَجِّه الوِجهةَ الصحيحة .. أىُّ وِجهةٍ هذه ؟ فلنُوَجِّهه للخيـر ،، ولنكتب به الحَق .. بمعنى : ألاَّ نكتبَ به ما يُثيرُ الشهوات ، أو يُوْجِدُ الشُّبُهات ، أو يدعوا إلى الحرام ، أو سئ الكلام.. ولتنبض أقلامُنا بما يدعوا إلى عِبادةِ اللهِ وطاعتِه ،، لتنبض بالنُّصْحِ والمَوْعِظة ، والفائدةِ والتذكرة .
وفي داخل المُنتديات ، وعلى الشبكات ، وفي الصُّحف والمَجلاَّت ، أقـلامٌ تنبضُ بالشَّر ، وتدعوا إليه ، لا هَمَّ لأصحابها إلاَّ استئصالُ الفضيلةِ مِن جذورها ، وبترُ الخير مِن المُسلمين ، وإبعادُهم عن رَبَّ العالمين سبحانه .. فيبذلون الغالىَ والنَّفيس ، ويُحَرِّكون أقلامَهم بثمنٍ رخيص ، كى يُحَقِّقوا أهدافهم الدنيئة ، وينشروا الوَباءَ في المُجتمع المُسلم .. هؤلاء قد تحمَّلوا مسئوليةَ أقلامهم ، لكنها مسئوليةٌ لا تنفعهم في دُنيا ولا آخِرة ، كيف لا وقد قال رَبُّنا سبحانه فيمَن يُحِبُّون انتشارَ الفاحشةَ في مُجتمع المُسلمين :
ولنُلقي نظرةً سريعةً على أقلامٍ كانت لها بَصَماتٌ في حياتنا ، أقلامٍ مات أصحابُها ، ومازال نِتاجُ أقلامِهم وما خَطَّته باقيًا ، يُضافُ إلى حسناتِهم .. إنَّهم مَشايخُنا وعلماؤنا ؛ ابن تيمية ، ابن القيِّم ، ابن رجب ، ابن قُدامة ، ابن الجَوْزِىّ ، النووىّ ، ابن حَجَر ، البُخارىُّ ، مُسلِم ، أحمد بن حنبل ، ابن عُثيمين ، ابن باز ، الألبانىُّ ، رحمهم الله ، وغيرُهم كثيرٌ مِمَّن تحمَّلوا مسئوليةَ أقلامِهم ، وأحسنوا استخدامَها ، فكتبوا بها الخير ، وحذَّروا مِن الشَّر ، وابتعدوا بها عن الفِتَن ، وثبَّتوا المُسلمين بها وقتَ المِحَن .. فـ هنيئًا لأصحاب تلك الأقلام ، التي ما ضاع ما كتبته بمرور الأيام .
لـذا لا بُـدَّ مِن توفُّـر عِـدَّة أشياء ووضعها في الحُسْبان قبل الإمساكِ بالقلم ، حتى لا نشعرَ يومًا ما بالندم ،، ومِن ذلك :
♥♥ تحديـدُ الهَـدف : لماذا أُمْسِكُ بالقلم ؟
لماذا أُضَيِّعُ وقتي وجُهْدي في الكِتابة ؟
وهل هذا فِعلاً تضييعٌ للوقت ؟ وليكُن هدفنا [ الدعـوة إلى الله تعالى ]
و [ نشـر الخيـر بين المُسلمين ] ..
وبهـذا لا يضيعُ الوقت ، ولا نندم على ما بذلناه مِن جُهْـدٍ في الكِتابة .
♥♥ إخـلاصُ النِّيَّـة للهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قال تعالى :
.. فلا نُحَرِّك أقلامَنا لمُجَرَّدِ الحصول على الشُّهْرة ، أو كسب مَدْح الناس وثنائهم ، أو تحصيل الأجر المادىِّ ، وإنْ وُجِدَ شئٌ مِن ذلك دُون سعينا له فهو
مِن فضل الله سبحانه ، فلا نغتر به ،
ولا نجعله يُغَيِّر مِن نِيَّتنا ، أو يُبدِّل أهدافَنا .
♥♥ اختيارُ ما يُجيدُ القلمُ كتابتَه مِن مواضيع ،
وما يُحْسِن تسطيره مِن كلمات ،
وما لم يكن بإمكانه ، فلا داعي للخوض فيه ،
لأنَّه رُبَّما ضَرَّ أكثرَ مِمَّا ينفع .
♥♥ أنْ نضعَ أمام أعيننا كلمتين نذكرهما كُلَّما أمسكنا بالقلم ، وهما :
[ حسناتٌ أو سيئات ] ،
لتكتبَ أقلامُنا ما يُضافُ لميزان الحسنات ،
ولتبتعِدَ عن كُلِّ ما مِن شأنه أن يُكْثِرَ السيئات .
علبالك والله انا نرتاح كي نكتب وخصوصا نرسم لخاطر نموت على الرسم يهدي اعصابي مشكووووووورة اختي
Nacera Cena إدارة ســــابقا
المـزاج : الهواية : عدد المساهمات : 3065تاريخ التسجيل : 21/01/2011العمر : 30 لا تخلط بين شخصيتي و أسلوبي ..
فـَ شخصيتي : هيَ ما أنا عليه و تحتَ تصرُّفي...
و أسلوبي : يعتمد عليك أنت و على تصرُّفآتك ....